في حفل بهيج أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، احتفلت إيمان بهلوي، حفيدة شاه إيران الراحل، بزفافها على رجل الأعمال الأمريكي اليهودي برادلي شيرمان. جاء هذا الاحتفال بعد عقد قران مدني في نيويورك، ليجمع بين رموز من التراثين الإيراني واليهودي. حضر الحفل عدد من أفراد العائلة المالكة في المنفى، وعلى رأسهم ولي العهد المنفى رضا بهلوي، مما أضفى على المناسبة طابعًا سياسيًا واجتماعيًا بارزًا.
الاحتفال لم يكن مجرد زفاف تقليدي، بل حمل دلالات سياسية وثقافية عميقة، حيث سارع أنصار الملكية الإيرانية والمجتمع الإيراني في المهجر إلى الترحيب بالزواج، معتبرينه "أملًا جديدًا" ورسالة تحد للنظام الحاكم في طهران مشهد رقصة "الهورا" التقليدية التي أداها الزوجان، حظي بمتابعة واسعة عبر الإنترنت، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي أولاه الإيرانيون لهذه المناسبة.
رسائل أمل وتحد للنظام في طهران
الزفاف أثار ردود فعل واسعة النطاق، حيث كتب المدون الإيراني اليهودي نيوه بيرج:"بينما يحتفل الإيرانيون داخل إيران وخارجها بهذه المناسبة، يشعر الملالي بالغضب، إنه زفاف ملكي تاريخي جديد يجمع بين أحد أفراد العائلة البهلوية وشخص يهودي."هذا التعليق يعكس حالة الترقب والأمل التي يعيشها قطاع كبير من الإيرانيين، الذين يرون في هذا الزواج رمزًا للتغيير المحتمل.
من جانبها، وصفت السياسية الكندية ذات الأصول الإيرانية جولدي غماري الزفاف بأنه "رمز للأمل والإرث الإيراني المستمر"، مؤكدة أن العائلة المالكة لا تزال تحظى بشعبية واسعة رغم أكثر من أربعة عقود من النفي. هذه التصريحات تسلط الضوء على الارتباط الوثيق الذي لا يزال يربط بعض الإيرانيين بتاريخهم وثقافتهم، بغض النظر عن التحديات السياسية الراهنة.
تجديد النقاش حول مستقبل إيران
رغم أن رضا بهلوي لم يتول أي منصب رسمي منذ خروجه من إيران عقب الثورة الإسلامية عام 1979، إلا أنه لا يزال شخصية بارزة في أوساط المعارضة الإيرانية بالخارج. وقد دعا في مناسبات عدة إلى مستقبل "بدون الجمهورية الإسلامية"، مؤكدًا أن "إيران الجديدة ليست حلمًا بعيدًا، بل واقعًا يصنع بأيدي شعبها".
زفاف الأميرة إيمان بهلوي لم يكن فقط حدثًا عائليًا، بل تحول إلى لحظة سياسية وإنسانية حملت في طياتها رسائل تتجاوز الحدود، وتجدد النقاش حول مستقبل إيران والمنطقة. هذا الزفاف يحيي النقاش حول مستقبل إيران ويجدد الأمل في التغيير، حيث يرى فيه الكثيرون رمزًا للتسامح والأمل في مستقبل أفضل لإيران.