حثت الشريعة الإسلامية على متابعة المؤذن في قوله، والاقتداء بسنته صلى الله عليه وسلم، وذلك لما فيه من عظيم الأجر والثواب، وإحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فمن السنة المؤكدة أن يردد المسلم ما يقوله المؤذن، وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء الأذان، امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم، وتحقيقاً للاقتداء به. هذه السنة النبوية تعزز من حضور القلب وتزيد من الخشوع والاستعداد للصلاة.
وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على متابعة المؤذن. ففي صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن، ثم صلوا علي." وهذا الحديث يدل دلالة واضحة على فضل متابعة المؤذن، وأهمية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدها. كما أخرج البخاري في صحيحه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن." هذه الأحاديث تؤكد على أهمية هذا العمل اليسير وعظيم الأثر.
والأذان هو إعلام بدخول وقت الصلاة، وهو فرض كفاية على الرجال، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين. وللأذان أهمية عظيمة في إظهار الشعائر الإسلامية، وحث المصلين على عمارة المساجد في الأوقات الخمسة فالأذان ليس مجرد نداء للصلاة، بل هو إعلان بتوحيد الله، ورسالة إلى الناس بوجوب أداء هذه الفريضة العظيمة.
ومن الآيات الجامعة التي وردت في أمر الصلاة والحث عليها ما جاء في قوله تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (العنكبوت:45)، فالآية الكريمة تأمر بإقام الصلاة، وتبين أن في إقامتها انتهاءً عن فعل الفحشاء، وارتكاب المنكر. وقد ذكر المفسرون قولين في المراد من {الصلاة} في هذه الآية: أحدهما: أن المراد القرآن الذي يُقرأ في موضع الصلاة، أو في الصلاة. وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، قوله: القرآن الذي يُقرأ في المساجد ثانيهما: أن المراد الصلاة نفسها. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: (في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله).
إضافة إلى ذلك، فإن الصلاة عمود الدين وعماده كما جاء في الحديث، فهي من أهم العبادات التي أوصى بها الشرع الحنيف؛ لما يترتب على إقامتها من إقامة للدين وإعزاز له، وعلى تركها من ترك للدين وتفريط به لذا، يجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها، وأن يقتدي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في متابعة المؤذن، والصلاة عليه بعد الأذان، لينال عظيم الأجر والثواب، ويكون من المفلحين في الدنيا والآخرة.