في تصعيد جديد للتوترات بين بودابست وكييف، دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى "شكر المجر" بدلاً من "التهديد والابتزاز".
جاءت تصريحات أوربان رداً على انتقادات سابقة وجهها زيلينسكي لسياسات الحكومة المجرية تجاه أوكرانيا، وخاصة فيما يتعلق بمسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
أوضح أوربان أن "الجانب الأوكراني لا يقبل أن يتخذ الشعب المجري قراراً بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ولن يقبلوا ذلك بشكل قاطع إذا كان هذا القرار سلبياً، ولهذا السبب يهددوننا ويبتزوننا ويهاجموننا".
وشدد على أن المجر لديها الحق في اتخاذ قراراتها السيادية بناءً على مصالحها الوطنية، وأن الضغوط الأوكرانية لن تؤثر على هذا الحق.
وأضاف أن بلاده تتصرف بما تراه مناسبًا لمصالحها الوطنية.
وكان زيلينسكي قد انتقد في وقت سابق سياسات أوربان، متهماً إياه بالتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا واستخدام القضية الأوكرانية لتحقيق أهداف سياسية داخلية، خاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية المجرية المقرر إجراؤها في عام 2026.
كما زعم زيلينسكي أن بودابست تقوم "بأشياء خطيرة للغاية بالنسبة للاتحاد الأوروبي"، وأن غالبية المجريين، وفقاً لاستطلاعات الرأي، يدعمون انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتناقض مع مواقف الحكومة المجرية المعلنة.
تأتي هذه التصريحات في ظل خلافات متصاعدة بين المجر وأوكرانيا حول عدد من القضايا، بما في ذلك حقوق الأقلية المجرية في أوكرانيا، وإمدادات الطاقة، وموقف المجر المتردد بشأن فرض عقوبات على روسيا.
المجر هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي حافظت على علاقات وثيقة مع روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وهو ما أثار انتقادات واسعة من قبل دول أوروبية أخرى.
من غير الواضح حتى الآن كيف سترد أوكرانيا على تصريحات أوربان الأخيرة.
لكن من المؤكد أن هذه التصريحات ستزيد من حدة التوتر بين البلدين وتزيد من تعقيد العلاقات بينهما.
تبقى مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي نقطة خلاف رئيسية، حيث تصر المجر على ضرورة مراعاة مصالحها الوطنية في أي قرار يتخذ بهذا الشأن، بينما تتهمها أوكرانيا بعرقلة جهودها للتقارب مع أوروبا.