حذر محللون اقتصاديون من أن شركات الدفاع الغربية العملاقة قد تتأثر سلبًا نتيجة القيود الصينية الأخيرة على تصدير المعادن النادرة، والتي أضرت بالفعل بصناعتي السيارات والروبوتات.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يستأنف فيه كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين محادثاتهم التجارية في لندن لليوم الثاني على التوالي، في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة بشأن هذه المعادن الحيوية والتكنولوجيا المتقدمة.
وتشكل هذه القيود تحديًا كبيرًا لسلاسل الإمداد العالمية، خاصةً وأن الصين تهيمن على إنتاج وتجهيز هذه المعادن الأساسية.
أشار البيت الأبيض إلى استعداده لتخفيف ضوابط التصدير على الرقائق الإلكترونية إذا قامت بكين بتسريع وتيرة صادراتها من المعادن النادرة، مما عزز آمال المستثمرين في تحقيق انفراجة في هذا الملف الشائك.
ومع ذلك، يتبادل الجانبان الاتهامات بالتراجع عن اتفاق تجاري أولي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
وتتوقف على نتيجة هذه المحادثات مستقبل العديد من الصناعات الحيوية التي تعتمد بشكل كبير على المعادن النادرة.
فرضت وزارة التجارة الصينية في أوائل أبريل قيودًا على تصدير العديد من العناصر الأرضية النادرة والمغناطيسات التي تستخدم على نطاق واسع في قطاعي السيارات والدفاع.
وجاءت هذه القيود ردًا على زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المنتجات الصينية المصدرة.
وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا في الحرب التجارية بين البلدين، وتثير مخاوف بشأن تأثيرها على الاقتصاد العالمي.
الصين تنتج حوالي 60% من إمدادات العالم من المعادن النادرة.
أعرب مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، في تصريح لشبكة "سي إن بي سي"، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بشأن المعادن النادرة.
"لذا، نتوقع أنه فورًا بعد المصافحة، سيتم تخفيف أي ضوابط تصدير من الولايات المتحدة، وسيتم الإفراج عن المعادن النادرة بكميات كبيرة، وبعد ذلك يمكننا العودة إلى التفاوض بشأن مسائل أصغر"
، هكذا صرح هاسيت، معربًا عن أمله في حل الأزمة في أقرب وقت ممكن.
وتعتبر هذه التصريحات إشارة إيجابية للمستثمرين والشركات المتضررة من القيود المفروضة.
تعد الصين بلا منازع الرائدة في سلسلة توريد المعادن الأساسية، حيث تُنتِج حوالي 60% من إمدادات العالم من المعادن النادرة، وتُعالج ما يقرب من 90% منها، مما يعني أنها تستورد هذه المواد من دول أخرى ثم تقوم بتجهيزها.
وسبق أن حذر مسؤولون أمريكيون من أن هذه الهيمنة تُشكل تحديًا استراتيجيًا في ظل التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة.
وقد انعكس هذا القلق على أداء أسهم بعض شركات الدفاع الأوروبية العملاقة، حيث انخفضت أسهم شركة رينك الألمانية لتصنيع علب تروس الدبابات بنحو 8%، لتقود الخسائر على مؤشر ستوكس 600 الأوروبي.
كما انخفضت أسهم شركة ساب السويدية بنسبة 5%، وانخفضت أسهم راينميتال الألمانية بنسبة 2.4%.