شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الأحد، تصعيدًا جديدًا مع غارة إسرائيلية استهدفت منطقة مار الياس، مما أدى إلى اندلاع حريق واسع النطاق في المبنى المستهدف، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين في حصيلة أولية للهجوم، ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية، فإن الغارة استهدفت متجرًا للأدوات الإلكترونية في شارع مزدحم بالسكان.
تفاصيل الغارة وأهدافها
أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت رئيس دائرة العمليات في "الجبهة الجنوبية" لحزب الله، وهي خطوة وصفها المراقبون بأنها تصعيد كبير في نطاق العمليات الإسرائيلية، وقد دوت انفجارات قوية سمعت في المنطقة، مصحوبة بأعمدة من الدخان وألسنة اللهب، ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الهجوم طال مواقع حساسة، بينها مكتب لحزب البعث السوري في العاصمة.
مقتل محمد عفيف وتداعيات الحادث
أكدت قناة المنار، الناطقة باسم حزب الله، مقتل محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، ووصفت العملية بأنها استهداف لشخصية إعلامية بارزة داخل المقاومة اللبنانية، وأثار مقتله ردود فعل واسعة، حيث نعت حركة حماس عفيف في بيان رسمي، مشددة على أن "اغتيال قيادي إعلامي يكشف عمق الانتهاكات الأخلاقية لإسرائيل".
تطور الأحداث في لبنان
تُعتبر هذه الغارة توسيعًا لنطاق المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، حيث تعرضت مناطق جديدة، مثل رأس النبع، للقصف للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الأخير، ولم يقتصر الأمر على بيروت، بل امتد إلى مناطق جنوب لبنان، حيث أفادت تقارير عن استهداف مواقع عسكرية للجيش اللبناني، مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين.
التصعيد في الجنوب وتأثيره على المدنيين
شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على عدة مناطق في جنوب لبنان، من بينها صور والضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلنت السلطات اللبنانية عن مقتل مئات المدنيين وإصابة الآلاف منذ بداية العمليات العسكرية، ورغم الدعوات الأممية للتهدئة، تستمر الهجمات المتبادلة بين الطرفين.
دور محمد عفيف في حزب الله
كان محمد عفيف شخصية بارزة في حزب الله، وشغل منصب رئيس المكتب الإعلامي منذ عام 2014، واعتُبر من المقربين للأمين العام السابق عباس الموسوي، وسبق له أن أدار البرامج السياسية في قناة المنار، وشهدت مسيرته الإعلامية محطات بارزة جعلته صوتًا أساسيًا في الحزب خلال الأزمات والتصعيدات المتكررة.
يتزامن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل مع تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة، وتهدد هذه العمليات بجر لبنان إلى مواجهة أوسع قد تؤثر على استقراره الداخلي، وتثير الهجمات مخاوف من تداعيات إنسانية واقتصادية تزيد من معاناة الشعب اللبناني الذي يعاني بالفعل من أزمات متعددة.
يستمر التصعيد العسكري وسط محاولات دولية لاحتواء الموقف، إلا أن الأوضاع الميدانية تشير إلى تصعيد أكبر قد يغير موازين القوى في المنطقة.
ما تعليقك
0 تعليق