شهدت محافظة الفيوم جريمة مأساوية أثارت صدمة واسعة في الأوساط التعليمية والمجتمعية، وذلك عقب مقتل طالب بالصف الثالث الثانوي التجاري إثر تعرضه لعدة طعنات بسلاح أبيض على يد زميله أمام لجنة الامتحان، بعد انتهاء امتحان دبلوم الثانوي التجاري.

 

الواقعة المؤلمة وقعت أمام لجنة مدرسة سنرو القبلية التابعة لمركز إبشواي بمحافظة الفيوم، وتسببت في حالة من الذعر بين الطلاب وأولياء الأمور.

 

وكان اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة إبشواي، يُفيد بوقوع مشاجرة دامية بين مجموعة من الطلاب عقب الانتهاء من أداء الامتحانات، أسفرت عن مقتل طالب نتيجة الاعتداء عليه بسلاح أبيض.

 

وبحسب التحريات والمعاينة الأولية التي أجرتها قوات الأمن، تبين أن المشاجرة نشبت بين الطالب "مصطفى ح.ر.ا.ح" والطالب "مصطفى حسين ش.ع"، وكلاهما يدرسان بالصف الثالث الثانوي التجاري.

 

وأثناء خروجهما من لجنة الامتحان، وقع خلاف بينهما تطور سريعًا إلى مشاجرة حادة، قام خلالها المتهم الأول بطعن زميله باستخدام "قطر حاد" طعنات نافذة في منطقة البطن.

 

وعلى الرغم من محاولة الأهالي والمتواجدين في محيط المدرسة التدخل لإنقاذ الطالب المصاب، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه قبل أن يتمكن المسعفون من نقله إلى المستشفى.

 

وانتقلت على الفور قوة من مباحث مركز إبشواي إلى مكان الواقعة، حيث تم ضبط المتهم، والتحفظ على أداة الجريمة، كما تم استدعاء شهود العيان الذين أقروا بتفاصيل المشاجرة.

 

وأمرت النيابة العامة بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، وقررت انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليه وبيان أسباب الوفاة بدقة، كما أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.

 

وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية باستكمال التحريات لمعرفة ما إذا كانت هناك دوافع مسبقة وراء الحادث أو أن المشاجرة نشبت بشكل عشوائي عقب الامتحان.

 

الحادث المؤلم أعاد إلى الأذهان خطورة انتشار أدوات الجريمة البيضاء بين طلاب المدارس، وأثار مطالبات مجتمعية بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية خارج لجان الامتحانات، وزيادة التوعية السلوكية لدى الطلاب حول سبل إدارة الخلافات بعيدًا عن العنف.

 

من جانبهم، عبّر أهالي القرية وأولياء الأمور عن صدمتهم من الحادث، مؤكدين أن الطالب المجني عليه كان معروفًا بحسن الخلق، وأنه لم تكن له أي مشكلات سابقة مع زملائه.

 

وناشد الأهالي وزارة التربية والتعليم بتكثيف حملات التوعية والتأهيل النفسي للطلاب، خاصة في الفترات المرتبطة بالامتحانات، التي تشهد توترًا وضغطًا نفسيًا كبيرًا لدى الطلاب.

 

وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة للوقوف على كافة الملابسات، في وقت تنتظر فيه أسرة المجني عليه العدالة بحق نجلهم الذي راح ضحية مشاجرة مأساوية خارج أسوار لجنة الامتحانات.