غادر الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، العاصمة المصرية صباح اليوم الثلاثاء متجهًا إلى النرويج، حيث من المقرر أن يشارك في أعمال "منتدى أوسلو" الذي ينطلق يوم 11 يونيو الجاري، بمشاركة نخبة من وزراء الخارجية وصناع القرار وخبراء السياسات الدولية، لمناقشة أبرز التحديات السياسية والصراعات الإقليمية والدولية.
تمثل مشاركة مصر في هذا الحدث الدولي البارز تأكيدًا على الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في ملفات السلم والأمن الإقليمي، وحرصها على تعزيز جهود الحوار والدبلوماسية الوقائية، خصوصًا في ظل ما يشهده العالم من توترات متعددة النطاق على المستويين السياسي والإنساني.
ومن المنتظر أن يعقد الدكتور عبد العاطي سلسلة من اللقاءات الثنائية المكثفة على هامش المنتدى، مع عدد من نظرائه وزراء الخارجية، ومسؤولين رفيعي المستوى من منظمات إقليمية ودولية.
وتستهدف هذه اللقاءات بحث سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والنرويج من جهة، وبين مصر ومختلف الدول المشاركة في المنتدى من جهة أخرى، إلى جانب تبادل الرؤى بشأن آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية وأوروبا.
ويولي الجانب المصري أهمية خاصة لتطوير العلاقات مع النرويج، خاصة في ظل الشراكة القائمة بين البلدين في عدد من المجالات، أبرزها الطاقة المتجددة، والتنمية المستدامة، والتعليم، والتعاون في المحافل الدولية.
وتأتي هذه الزيارة في سياق دبلوماسي نشط يعكس توجه السياسة الخارجية المصرية نحو الانفتاح المتوازن وتعزيز المصالح المشتركة مع شركاء دوليين فاعلين.
كما تعد مشاركة مصر في منتدى أوسلو فرصة لإبراز مواقفها تجاه عدد من القضايا الإقليمية الساخنة، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، والتوترات في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، فضلًا عن الملفات المتعلقة بتغير المناخ والهجرة غير النظامية، التي باتت تشكل أولويات متقدمة على أجندة السياسة الخارجية المصرية.
ويُعد منتدى أوسلو منصة دولية مرموقة تجمع صناع القرار والخبراء لمناقشة الوسائل السلمية لحل النزاعات وتعزيز الأمن الدولي.
ويكتسب المنتدى هذا العام أهمية استثنائية في ظل تصاعد النزاعات المسلحة عالميًا، وتعقّد التحديات الجيوسياسية، ما يستدعي تعزيز التعاون متعدد الأطراف، والبحث عن حلول واقعية ودبلوماسية للأزمات المتفاقمة.
تعكس مشاركة الدكتور بدر عبد العاطي في المنتدى توجه مصر نحو ترسيخ مكانتها كفاعل دبلوماسي مسؤول يسعى للمساهمة في استقرار المنطقة والعالم، عبر طرح مبادرات بنّاءة، والانخراط الفاعل في المحافل الدولية.
ومن المتوقع أن تسفر الاجتماعات التي يعقدها الوزير خلال زيارته عن دفع عدد من الملفات الثنائية والإقليمية قدمًا، سواء على صعيد التعاون الاقتصادي أو التنسيق السياسي، بما يعزز من الحضور المصري على الساحة الدولية ويخدم مصالح الدولة المصرية في إطار من الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.