سطر خالد محمد شوقي عبد العال، سائق شاحنة مواد بترولية، بطولة فدائية شعبية ضحى خلالها بروحه لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، من كارثة محققة.

 

شب حريق هائل في الشاحنة التي كان يقودها أثناء توقفها في محطة تموين سيارات بالمجاورة 70، وذلك بعد انفجار التانك نتيجة ارتفاع درجة حرارته بشكل مفاجئ. كادت النيران أن تمتد إلى خزانات المحطة والمنطقة السكنية المجاورة، مهددة بكارثة إنسانية ومادية كبيرة.

 

ببسالة وشجاعة منقطعة النظير، وقف السائق الراحل في مهب النيران، وتحول إلى درع بشري يحمي آلاف المواطنين من خطر محدق. قاد سيارته المشتعلة بعيدًا عن المحطة والمنطقة السكنية، دون أن يكترث لجسده المشتعل بالنيران. استمر في القيادة حتى أخرج الشاحنة من المنطقة الخطرة، ليتمكن من إبعاد الخطر عن الأهالي والممتلكات.

 

ما إن نجح خالد في مهمته البطولية وأبعد الخطر عن المدينة، حتى خارت قواه وسقط أرضًا. التهمت النيران جسده بالكامل، وأحدثت حروقًا خطيرة. تم نقله على الفور إلى المستشفى، ونظرًا لخطورة حالته، تقرر نقله إلى مستشفى أهل مصر للحروق المتخصصة.

 

بعد ثمانية أيام من المعاناة والألم، لفظ خالد أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته بحروق تفوق 60٪ من جسده، بالإضافة إلى إصابات تنفسية شديدة نتيجة استنشاق الأبخرة والغازات السامة الناتجة عن الحريق. رحل خالد، تاركًا وراءه إرثًا من البطولة والفداء، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة أهالي العاشر من رمضان والأجيال القادمة.

 

في جنازة شعبية مهيبة، شيع أهالي قرية المصادرة التابعة لمركز بني عبيد، بمحافظة الدقهلية، جثمان السائق البطل.

 

أقيمت صلاة الجنازة عليه بالمسجد الكبير، ودفن في مقابر أسرته في مشهد مؤثر. شهدت الجنازة انهيار أشقائه وأبنائه، وسط هتافات المشيعين: "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله". وكشف مجدي عبدالعال، شقيق السائق، أن شقيقه لديه 4 أبناء، 3 فتيات وشاب، وكان يستعد لحفل زفاف نجله الوحيد بعد 10 أيام.

"طول عمره جدع ونحتسبه شهيدًا"وأكد أن شقيقه ضحى بنفسه لإنقاذ مدينة كاملة من كارثة، ولم يفكر في حياته، وتحرك بالسيارة بكل فدائية، مضيفًا: "لديه 12 أخ وأخت، وكان والده يزرع فيهم الرجولة وحسن التصرف واتباع سنة النبى صلى الله عليه وسلم"

 

وتابع:"كان أخونا الصغير، لكن طول عمره شايل مسؤولية العائلة، وربنا اصطفاه ونحتسبه من الشهداء، مش مستغرب اللى هو عمله لأن دا المعتاد منه، وأى حد تانى مكانه كان جرى وبِعد، لكن خالد لا"