شهدت محافظة بني سويف اليوم انطلاق فعاليات المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية الطموحة "100 مليون شجرة"، وذلك في إطار الجهود الوطنية المبذولة لزيادة المساحات الخضراء وتحسين جودة الهواء في مختلف أنحاء الجمهورية.
تأتي هذه المبادرة استكمالاً لرؤية القيادة السياسية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع للتصدي لتغير المناخ وتحسين نوعية الحياة للمواطنين في جميع المحافظات.
تهدف المرحلة الثانية من المبادرة في بني سويف إلى زراعة نحو 105 آلاف شجرة متنوعة، تشمل أشجارًا خشبية وأشجارًا مثمرة. وتتضمن الأشجار الخشبية أنواعًا مثل الكافور، والماهونجي، والأكاسيا جلوكا، والكونو كاريس تيفيتا، والكازورينا، وهي أشجار معروفة بقدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتنقية الهواء.
أما الأشجار المثمرة، فتشمل البرتقال، واليوسفي، والرمان، والليمون، والزيتون، والتين، والجوافة، والتوت، والنبق، والجميز، مما يساهم في توفير مصدر غذائي إضافي للمواطنين وتحسين الأمن الغذائي المحلي.
وتأتي هذه المبادرة في ظل تزايد الوعي بأهمية التشجير في مواجهة التحديات البيئية العالمية، وعلى رأسها الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.
فمن خلال زراعة الأشجار، يتم امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات الدفيئة الرئيسية المسببة لتغير المناخ، كما تعمل الأشجار على تنقية الهواء من الملوثات الضارة وتحسين جودته. بالإضافة إلى ذلك، تساهم المساحات الخضراء في تحسين الصحة العامة للمواطنين وتوفير بيئة أكثر صحة واستدامة للعيش.
وقد صرح مسؤولون بالمحافظة بأن اختيار أنواع الأشجار تم بناءً على دراسات علمية دقيقة، تهدف إلى اختيار الأنواع الأكثر ملاءمة للظروف المناخية والبيئية المحلية، وذلك لضمان نمو الأشجار واستدامتها على المدى الطويل. كما أكدوا على أهمية مشاركة المجتمع المحلي في هذه المبادرة، من خلال التطوع في عمليات الزراعة والرعاية اللاحقة للأشجار. وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين وتشجيعهم على تبني سلوكيات صديقة للبيئة.
وتعكس هذه المبادرة التزام الدولة المصرية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف المتعلق بالحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ. ومن المتوقع أن يكون لهذه المبادرة آثار إيجابية كبيرة على البيئة والاقتصاد والمجتمع في محافظة بني سويف، حيث ستساهم في تحسين نوعية الهواء، وزيادة المساحات الخضراء، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاع الزراعة والبستنة، وتعزيز السياحة البيئية. وتعد هذه المبادرة خطوة هامة نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للجميع.