تربية الأطفال مسؤولية عظيمة تتطلب وعيًا وتفهمًا كبيرًا لطبيعة الطفل النفسية والسلوكية، إلا أن الكثير من الآباء يقعون في أخطاء تربوية شائعة دون قصد قد تؤثر سلبًا على نمو الطفل وثقته بنفسه وسلوكياته، وهذه الأخطاء غالبًا ما تكون ناتجة عن اجتهاد شخصي أو تقليد أساليب تربوية موروثة، لذلك من المهم أن يدرك الآباء أثر تصرفاتهم اليومية على أطفالهم، ويتعلموا كيفية تعديل سلوكهم لتنشئة جيل متوازن وقادر على مواجهة الحياة بثقة.
أولًا: الصراخ الدائم والتوبيخ المستمر
يعتقد بعض الآباء أن الصراخ وسيلة فعالة لتأديب الطفل لكنها تؤثر سلبيًا على نفسيته
-
يقلل من شعوره بالأمان داخل المنزل
-
يجعله أكثر عدوانية أو انعزالًا
-
يفقد ثقته بنفسه وبالآخرين
-
يعتاد على تجاهل التوجيهات بعد تكرار الصراخ
-
يربط العقاب بالغضب لا بالسلوك الخاطئ
ثانيًا: المقارنة بين الإخوة أو الأطفال الآخرين
المقارنة من أكثر الأساليب التي تؤذي الطفل نفسيًا وتقلل من تقديره لذاته
-
تشعره بالنقص والدونية
-
تزرع الحسد والغيرة بين الإخوة
-
تقلل من رغبته في التحسن لأنه يرى نفسه فاشلًا
-
تجعله يطور صورة سلبية عن نفسه
-
تؤدي أحيانًا إلى سلوكيات انتقامية أو عدوانية
ثالثًا: الإفراط في الحماية ومنع الاستقلال
حماية الطفل أمر مطلوب ولكن المبالغة فيها تعيق تطوره الذاتي
-
تمنعه من اتخاذ قراراته بنفسه
-
تجعله يعتمد على الآخرين في أبسط الأمور
-
تقلل من قدرته على تحمل المسؤولية
-
تحد من ثقته في مهاراته ومواهبه
-
تؤثر على استقلاليته في المستقبل
رابعًا: تجاهل مشاعر الطفل أو السخرية منها
الاستخفاف بمشاعر الطفل يجعله يتردد في التعبير عن نفسه لاحقًا
-
يشعره بأن عواطفه غير مهمة
-
يجعله يكبت مشاعره ويتجنب الحديث عنها
-
يؤثر على قدرته في فهم عواطف الآخرين
-
قد يؤدي إلى مشاكل سلوكية لاحقًا
-
يمنعه من بناء علاقات صحية
خامسًا: غياب القدوة الحسنة في البيت
الطفل يتأثر بما يراه أكثر مما يسمعه من توجيهات ونصائح
-
يقلد سلوك الوالدين في مواقف الحياة
-
يفقد احترامه للقواعد إن لم يراها مطبقة
-
يتعلم النفاق أو التناقض إن لاحظ الفجوة بين القول والفعل
-
ينقل هذا السلوك لاحقًا لأقرانه وأخوته
-
القدوة الإيجابية تبني سلوكًا إيجابيًا بشكل تلقائي
تجنب الأخطاء التربوية يتطلب وعيًا ومراقبة مستمرة لسلوكياتنا كآباء وأمهات، فكل كلمة أو تصرف نوجهه للطفل يمكن أن يؤثر على نظرته لنفسه وللعالم من حوله، كلما تعلمنا من أخطائنا وطورنا أساليبنا التربوية استطعنا أن نمنح أبناءنا فرصة أكبر للنمو السليم والتوازن النفسي والسلوكي، والنجاح في علاقاتهم وحياتهم المستقبلية.