مع إشراقة شمس يوم الخميس الموافق 21 أغسطس 2025، استقبل المسلمون يومهم بأذكار الصباح، مستذكرين عظمة الخالق ومجددين العهد معه. تأتي هذه الأذكار كتذكير بأهمية الذكر في حياة المؤمن، وضرورة استغلال كل لحظة في التقرب إلى الله عز وجل. وقد حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر، وجعله عبادة شاملة لجميع الأوقات والأحوال، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41].
تعتبر أذكار الصباح والمساء من الوظائف الشرعية المطلوبة، لما لها من فضل عظيم وأثر بالغ في حياة المسلم. ففيها تحقيق لقوله تعالى: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42]. وهي بمثابة الدرع الواقي الذي يحمي المسلم من شرور الدنيا والآخرة، وتزيد من حسناته وترفع من درجاته. كما أنها تذكرة دائمة بعظمة الله وقدرته، وتجديد للإيمان في القلب.
ومن أشهر أذكار الصباح التي يحرص المسلمون على ترديدها: آية الكرسي، وسور الإخلاص والفلق والناس، وقول "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، وغيرها من الأدعية والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تقال باللسان، بل هي معانٍ عميقة تستقر في القلب وتؤثر في السلوك.
وتكمن أهمية أذكار الصباح في كونها بداية موفقة لليوم، حيث يستفتح المسلم يومه بذكر الله والتوكل عليه، والاستعانة به في جميع الأمور. فإذا بدأ المسلم يومه بذكر الله، فإن الله ييسر له أموره، ويوفقه في سعيه، ويحفظه من كل سوء. كما أن أذكار الصباح تعين المسلم على أداء واجباته الدينية والدنيوية على أكمل وجه، وتجعله أكثر إيجابية وتفاؤلاً.
في هذا اليوم المبارك، فلنجعل من أذكار الصباح عادة يومية لا نتخلف عنها، ولنستشعر معانيها العظيمة، ونسعى لتطبيقها في حياتنا. ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة، ورضا الله عز وجل. فلنحرص على نشر هذه الأذكار بين الأهل والأصدقاء، وتذكيرهم بفضلها وأهميتها، لعل الله أن يكتب لنا الأجر والثواب، ويجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.