مع إشراقة صباح يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025، يجدد المسلمون عهدَهم مع الله، مستهلين يومهم بأذكار الصباح، تلك العبادة التي حث عليها الشرع الشريف لما لها من فضل عظيم وبركة في حياة المسلم. ففي هذه اللحظات المباركة، يتوجه المؤمن إلى خالقه بالحمد والشكر والدعاء، سائلاً إياه الخير والبركة والتوفيق في يومه، ومستعيذاً به من شرور الدنيا والآخرة.

تعتبر أذكار الصباح من أهم الوظائف الشرعية المطلوبة، حيث قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وحث على التسبيح في طرفي النهار. هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تُتلى، بل هي معانٍ عميقة تستقر في القلب وتنعكس على سلوك المسلم وأخلاقه. فمن خلالها، يتذكر المؤمن عظمة الله وقدرته، ويتواضع أمامه، ويستشعر حاجته الدائمة إليه.

ومن أشهر أذكار الصباح التي يحرص المسلمون على ترديدها: قراءة آية الكرسي، وسور الإخلاص والفلق والناس ثلاث مرات، والدعاء المأثور: "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...". هذه الأذكار تحصّن المسلم من الشرور والآفات، وتمنحه الطمأنينة والسكينة، وتجعله أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة.

ويشمل فضل أذكار الصباح تحقيق معاني العبودية لله عز وجل، والاعتراف بنعمته، والتضرع إليه بالدعاء، وإظهار الافتقار إليه سبحانه. كما أنها سبب في جلب الخيرات ودفع المضرات، وتزكية النفس وتطهيرها من الذنوب والخطايا. فالمواظبة على أذكار الصباح والمساء تزيد من إيمان المسلم وتقربه إلى ربه، وتجعله من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.

فلنجعل من أذكار الصباح عادة يومية لا نتخلف عنها، لننعم ببركتها وفضلها، ولنجعل يومنا هذا يوماً مباركاً مليئاً بالخير والعمل الصالح. لنستشعر عظمة الله في كل لحظة، ولنكن من الشاكرين لنعمه، والمستغفرين لذنوبنا، والمقبلين على طاعته. فذكر الله هو سلوة المؤمن، ونور دربه، وسعادة قلبه.