شهدت مدينة الأقصر المصرية انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي حول التراث الثقافي غير المادي، بمشاركة واسعة من خبراء وباحثين ومختصين من مختلف دول العالم. يهدف المؤتمر إلى بحث سبل الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وتعزيز دوره في التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف بين الدول المشاركة في هذا المجال الحيوي. وقد افتتح المؤتمر بحضور رسمي رفيع المستوى، يتقدمهم وزير الثقافة المصري وعدد من المسؤولين المحليين والدوليين المعنيين بالتراث.

يركز المؤتمر على عدة محاور رئيسية، تشمل: التحديات التي تواجه التراث الثقافي غير المادي في العصر الحديث، دور التكنولوجيا في الحفاظ عليه، أهمية إشراك المجتمعات المحلية في جهود الصون، بالإضافة إلى دور المنظمات الدولية في دعم هذه الجهود. ويتضمن برنامج المؤتمر سلسلة من الجلسات النقاشية وورش العمل والعروض التقديمية التي تتناول مختلف جوانب التراث الثقافي غير المادي، من فنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس الاحتفالية إلى المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.

أكد وزير الثقافة المصري في كلمته الافتتاحية على أهمية التراث الثقافي غير المادي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية ومصدرًا للإلهام والإبداع. وأشار إلى أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بصون تراثها الثقافي غير المادي، وتسعى إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وأضاف أن المؤتمر يمثل فرصة قيمة لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.

"إن الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي ليس مجرد واجب تاريخي، بل هو ضرورة حتمية لبناء مستقبل مستدام ومزدهر. يجب علينا أن نعمل معًا لحماية هذا التراث الثمين ونقله إلى الأجيال القادمة، لكي يستمر في إلهامنا وإثراء حياتنا." - وزير الثقافة المصري

على هامش المؤتمر، تم تنظيم معرض مصاحب يعرض نماذج من التراث الثقافي غير المادي المصري، بما في ذلك الحرف اليدوية التقليدية وفنون الأداء الشعبية. كما تم تنظيم زيارات ميدانية إلى المواقع الأثرية والتاريخية في الأقصر، لتعريف المشاركين بالتراث الثقافي الغني للمدينة. ومن المتوقع أن يصدر المؤتمر في ختامه مجموعة من التوصيات والمقترحات التي تهدف إلى تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي على المستويين الوطني والدولي.

تأتي استضافة مصر لهذا المؤتمر الدولي في إطار جهودها المتواصلة لدعم التراث الثقافي وحمايته، وتعزيز دور الثقافة في التنمية المستدامة. ويعكس هذا الاهتمام التزام مصر بتنفيذ اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، والتي تهدف إلى حماية وتعزيز التراث الثقافي غير المادي في جميع أنحاء العالم. ومن المؤمل أن يسهم هذا المؤتمر في تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي وتشجيع الحكومات والمجتمعات المحلية على اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليه.