يشدد علماء الشريعة الإسلامية على أهمية الصلاة في الإسلام، مستندين إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد مكانتها العظيمة. فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين وأساسه المتين، والصلة المباشرة بين العبد وربه. وقد حث الله تعالى عباده على المحافظة عليها وإقامتها في أوقاتها، ووعدهم بالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.
ويستدل العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن، حيث قال له: "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم". هذا الحديث يوضح أن الصلاة هي من أول الأمور التي يجب الدعوة إليها بعد التوحيد، مما يدل على أهميتها القصوى في الإسلام.
كما يستشهد العلماء بقول الله تعالى: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ". هذه الآية الكريمة تحث المسلمين على المحافظة على جميع الصلوات، وخاصة الصلاة الوسطى، وهي صلاة العصر على أرجح الأقوال. والمحافظة على الصلاة تعني أداءها في أوقاتها بشروطها وأركانها وخشوعها.
ويؤكد العلماء على أن الصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي عبادة قلبية وجسدية تهدف إلى تطهير القلب وتزكية النفس وتهذيب الأخلاق. فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتعين على فعل الخيرات، وتقرب العبد من ربه. كما أن الصلاة هي نور للمؤمن في الدنيا والآخرة، وتشفع له يوم القيامة.
وفي سياق متصل، يذكر العلماء بحديث عمران بن حصين رضي الله عنه، حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة في حال المرض، فقال له: "صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب". هذا الحديث يدل على أن الصلاة لا تسقط عن المسلم بحال من الأحوال، بل يجب عليه أن يصلي قدر استطاعته، حتى وإن كان مريضا أو مسافرا. فالصلاة هي فريضة دائمة لا تسقط إلا بالموت.
أهمية الأذان ومواقيت الصلاة
يشدد العلماء على أهمية الأذان كمظهر من مظاهر الشعائر الإسلامية، فهو إعلام بدخول وقت الصلاة ودعوة للمسلمين إلى أدائها في المساجد. والأذان فرض كفاية على الرجال، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين. والأذان له فضل عظيم وثواب جزيل عند الله تعالى.
ويحرص العلماء على تذكير المسلمين بمواقيت الصلاة في مختلف المدن والمحافظات، حتى يتمكنوا من أدائها في أوقاتها المحددة. فالمحافظة على مواقيت الصلاة من علامات الإيمان، ومن أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة. ويذكرون بفضل الصلاة في جماعة، وأنها أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
فضل الصلاة وأثرها في حياة المسلم
يستند العلماء إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل الصلاة وأثرها في حياة المسلم. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق". هذا الحديث يدل على فضل الصلاة في جماعة وأهمية إدراك التكبيرة الأولى.
كما يذكرون بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا، فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء". هذا الحديث يدل على شدة وعيد النبي صلى الله عليه وسلم للمتخلفين عن صلاة الجماعة.
ويؤكد العلماء على أن الصلاة هي مفتاح الخير كله، وأنها سبب للسعادة والراحة والطمأنينة في الدنيا والآخرة. فالصلاة هي غذاء الروح ودواء القلب، وهي الصلة التي تربط العبد بربه وتجعله في معية الله وحفظه ورعايته. لذلك، يجب على كل مسلم أن يحرص على الصلاة ويحافظ عليها ويؤديها في أوقاتها بشروطها وأركانها وخشوعها.