يشهد محرك البحث ومواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة إقبالاً ملحوظاً من الأمهات والمهتمين بفنون الطهي على وصفة الحمام المحشي بالفريك. يُعتبر هذا الطبق من الأطباق المصرية التراثية الأصيلة التي تتميز بمذاقها الفريد وتقديمها غالباً في المناسبات والعزائم الخاصة. يعود هذا الاهتمام المتزايد إلى رغبة الكثيرين في إحياء الموروثات الشعبية وتقديم أطباق مميزة تجمع بين الطعم الشهي والقيمة الغذائية العالية لأفراد العائلة.

يُعد الحمام بالفريك طبقاً غنياً بالنكهات والقيمة الغذائية، حيث يجمع بين البروتينات الموجودة في لحم الحمام وحبوب الفريك المفيدة. ويتميز الفريك بقيمته الغذائية العالية، فهو غني بالألياف والبروتينات والمعادن، مما يجعله خياراً صحياً ومغذياً. ورغم أن تحضير هذا الطبق قد يستغرق بعض الوقت والجهد، إلا أن النتيجة النهائية تستحق العناء، إذ يقدم طعماً شهياً ومظهراً فاخراً على المائدة، مما يجعله خياراً مثالياً لاستقبال الضيوف أو الاحتفال بالمناسبات الخاصة.

تتنوع طرق تحضير الحمام بالفريك، ولكنها تشترك في بعض الخطوات الأساسية. تبدأ العملية بتنظيف الحمام جيداً ونقعه في الماء والملح والخل لإزالة أي روائح غير مرغوبة. ثم يتم تحضير حشوة الفريك، والتي تتكون عادةً من الفريك المنقوع والمصفى، والبصل المفروم، والكبد والقوانص المقطعة، والتوابل المختلفة مثل الملح والفلفل الأسود والقرفة أو بهارات الحمام. يتم قلي البصل في السمن أو الزبدة ثم إضافة الكبد والقوانص والفريك والتوابل، ويُقلب المزيج حتى يتجانس وينضج جزئياً.

بعد تحضير الحشوة، يتم حشو الحمام بها حتى يمتلئ ثلاثة أرباعه، مع الحرص على عدم الإفراط في الحشو لتجنب انفجار الحمام أثناء الطهي. ثم يتم إغلاق فتحة الحمام باستخدام الخيط أو الأعواد الخشبية. بعد ذلك، يُسلق الحمام المحشي في مرق الدجاج أو الماء مع إضافة بعض المنكهات مثل البصل وورق الغار والحبهان. يُترك الحمام على نار هادئة حتى ينضج تماماً، وعادةً ما يستغرق ذلك حوالي خمسين دقيقة تقريباً. بعد النضج، يُرفع الحمام من المرق ويُترك ليبرد قليلاً قبل التحمير.

لتحمير الحمام، يتم دهنه بالقليل من السمن أو الزبدة ثم تحميره في الفرن أو في مقلاة حتى يكتسب لوناً ذهبياً جميلاً. يُقدم الحمام بالفريك ساخناً بجانب الأرز الأبيض أو الخضار السوتيه، ويُزين بشرائح الليمون أو البقدونس المفروم. يُعتبر هذا الطبق من أرقى الأطباق الشرقية التي تجمع بين الفخامة والطعم الأصيل، ويحظى بشعبية كبيرة في مصر والعديد من الدول العربية الأخرى. ومع تزايد الاهتمام بالوصفات التقليدية، يبدو أن الحمام بالفريك سيظل يحتل مكانة مرموقة على موائد الطعام العربية لسنوات قادمة.