أثار مراسل برازيلي موجة غضب واستياء واسعة النطاق بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه وهو يدعس على ما يبدو أنها جثة طفلة صغيرة في نهر ميريم بولاية مارانهاو، وذلك أثناء تغطيته لحادث غرق وقع في المنطقة. الحادثة المروعة أثارت تساؤلات حول أخلاقيات المهنة الصحفية، وحدود التغطية الإعلامية في مثل هذه الحالات الإنسانية الحساسة. السلطات المحلية فتحت تحقيقاً عاجلاً في الواقعة، بينما أعلنت المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها الصحفي عن تعليق عمله لحين انتهاء التحقيقات.
تفاصيل الحادثة بدأت بالانتشار بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أظهر الفيديو الصحفي وهو يسير في المياه الضحلة للنهر، حاملاً معدات التصوير، قبل أن يدوس بقدمه على جسم صغير طاف على سطح الماء. سرعان ما تبين أن الجسم هو جثة طفلة صغيرة كانت قد غرقت في النهر قبل أيام، وأن فرق الإنقاذ كانت لا تزال تبحث عنها. ردود الفعل الغاضبة طالبت بمحاسبة الصحفي على فعلته، معتبرين أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة الموتى، وتجاهلاً لمشاعر ذوي الضحية.
المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها الصحفي أصدرت بياناً رسمياً أعربت فيه عن أسفها العميق للحادثة، مؤكدة أنها تتعامل مع الأمر بجدية بالغة. <blockquote>"نحن نأسف بشدة لما حدث، ونؤكد أننا نولي أهمية قصوى لأخلاقيات المهنة الصحفية واحترام مشاعر الناس. لقد قمنا بتعليق عمل الصحفي المتورط في الحادثة لحين انتهاء التحقيقات، وسنتخذ الإجراءات اللازمة بناءً على نتائجها."</blockquote> البيان أضاف أن المؤسسة الإعلامية ستتعاون بشكل كامل مع السلطات المحلية في التحقيقات الجارية.
من جهتها، أعلنت الشرطة المدنية في ولاية مارانهاو عن فتح تحقيق جنائي في الحادثة، بهدف تحديد ملابسات الواقعة، والتأكد من عدم وجود أي إهمال أو تقصير من جانب الصحفي. <strong>التحقيقات ستشمل مراجعة الفيديو، والاستماع إلى شهود العيان، واستجواب الصحفي المتورط في الحادثة.</strong> السلطات أكدت أنها ستتعامل مع القضية بكل جدية وحزم، وأنها لن تتهاون مع أي شخص يثبت تورطه في أي عمل يمس بحرمة الموتى أو يسيء إلى مشاعر ذوي الضحايا.
الحادثة أعادت إلى الأذهان الجدل الدائر حول أخلاقيات المهنة الصحفية، وحدود التغطية الإعلامية في الحالات الإنسانية. العديد من الخبراء والمحللين الإعلاميين دعوا إلى وضع ضوابط ومعايير أكثر صرامة، تضمن احترام مشاعر الناس، وعدم المساس بحرمة الموتى، وتجنب نشر صور أو مقاطع فيديو قد تسبب صدمة أو أذى نفسي للجمهور. القضية تثير تساؤلات حول مسؤولية وسائل الإعلام في تغطية الأحداث المأساوية، وضرورة تحقيق التوازن بين حق الجمهور في المعرفة، واحترام حقوق الضحايا وذويهم.