شهدت شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، الواقعة في أقصى شرق البلاد، سلسلة من الهزات الأرضية القوية، حيث ضربها خمسة زلازل متتالية خلال الساعات الماضية. وقد أثار هذا النشاط الزلزالي المتزايد مخاوف السلطات المحلية، التي أصدرت تحذيرات من احتمال حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) قد تهدد المناطق الساحلية. وتجري حالياً عمليات تقييم للأضرار المحتملة وفحص للمباني والبنية التحتية في المنطقة المتضررة.
أفادت الخدمة الجيوفيزيائية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية بأن أقوى الزلازل المسجلة بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، ووقع على بعد حوالي 166 كيلومترًا من مدينة "بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي"، العاصمة الإدارية للمنطقة. وأضافت الوكالة أن الزلازل الأخرى تراوحت قوتها بين 5.3 و 7.6 درجة، مما يشير إلى نشاط زلزالي مكثف وغير مسبوق تشهده المنطقة في الآونة الأخيرة. وقد تسبب هذا النشاط الزلزالي في حالة من الذعر بين السكان المحليين، الذين هرعوا إلى الشوارع والمناطق المرتفعة خوفًا من تبعات الزلازل المحتملة.
وفي أعقاب الزلازل، أصدرت وزارة الطوارئ الروسية تحذيراً من احتمال حدوث تسونامي في المناطق الساحلية المحيطة بشبه جزيرة كامتشاتكا. وقد لوحظ بالفعل ارتفاع منسوب المياه في بحيرة كوريل، الواقعة داخل شبه الجزيرة، مما عزز المخاوف من احتمال حدوث موجات مد عاتية. وتقوم فرق الإنقاذ والإغاثة بتقييم الوضع على الأرض وتجهيز خطط إخلاء للسكان في المناطق المعرضة للخطر، تحسباً لأي طارئ. وقد تم حث السكان على البقاء في حالة تأهب ومتابعة التعليمات الصادرة عن السلطات المحلية.
"نحن نراقب الوضع عن كثب ونتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة السكان. فرقنا على أهبة الاستعداد للتدخل في حال حدوث أي طارئ." - المتحدث باسم وزارة الطوارئ الروسية.
تعتبر شبه جزيرة كامتشاتكا منطقة نشطة زلزالياً تقع على "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نشاطًا زلزالياً وبركانياً مكثفاً. وتقع المنطقة على مفترق طرق بين عدة صفائح تكتونية، مما يجعلها عرضة للزلازل القوية والمتكررة. وتقوم السلطات الروسية بمراقبة النشاط الزلزالي في المنطقة على مدار الساعة، وتعمل على تطوير أنظمة إنذار مبكر للتخفيف من آثار الزلازل المحتملة. وتسعى الحكومة الروسية إلى توفير الدعم اللازم للمتضررين من الزلازل وتأمين سلامتهم.