مع إشراقة شمس يوم السبت الموافق 19 يوليو 2025، يجدد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عهدهم مع الله، ويتوجهون إليه بالدعاء والذكر، مستهلين يومهم بأذكار الصباح المباركة. هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تتلى، بل هي درع حصين يحمي المسلم من الشرور والآفات، ونور يضيء له طريقه ويهديه إلى الصواب. إنها سنة نبوية عظيمة حث عليها الشرع الشريف، لما لها من فضل عظيم وأثر بالغ في حياة المسلم.

يقول محمد الأحمدي، أحد المهتمين بنشر الوعي بأهمية الأذكار: "إن الشرع الشريف حث على الإكثار من الذكر في كل الأوقات، وأذكار الصباح والمساء هي من أهم هذه الأذكار. فهي بمثابة الوقود الروحي الذي يمد المسلم بالطاقة الإيجابية والسكينة والطمأنينة." ويستشهد الأحمدي بالآية الكريمة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، مؤكداً أن الذكر هو سبيل الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

تشمل أذكار الصباح مجموعة متنوعة من الأدعية والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تتضمن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقراءة آية الكرسي، وسور الإخلاص والفلق والناس، إضافة إلى أدعية أخرى مثل "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"، و"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك". هذه الأذكار تعزز التوكل على الله، وتزيد من الإيمان والثقة به، وتعين المسلم على مواجهة تحديات الحياة وصعابها.

إن الانتظام على أذكار الصباح والمساء له فوائد جمة، منها: حفظ المسلم من الشرور والآفات، وتيسير الأمور، وجلب الرزق، وزيادة البركة، وحصول الطمأنينة والسكينة في القلب. كما أنها سبب في مغفرة الذنوب، ودخول الجنة. يقول أحد المداومين على الأذكار: "أشعر بفرق كبير في حياتي منذ أن بدأت ألتزم بأذكار الصباح والمساء. أصبحت أكثر هدوءاً وسعادة، وأقل قلقاً وتوتراً. أشعر أن الله معي في كل لحظة."

لذا، فإن الدعوة موجهة إلى جميع المسلمين، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، إلى الحرص على أذكار الصباح والمساء، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية. ففيها الخير الكثير، والفلاح العظيم، والسعادة الأبدية. فلنجعلها عادة نلتزم بها، ونوراً نهتدي به، وذخراً نتقرب به إلى الله.

"أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير."