شهدت أسعار الذهب في السوق المصري اليوم ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة بصعود الأسعار العالمية للمعدن النفيس وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمكسيك. وسجلت سبيكة الذهب وزن 1 جرام مستويات قياسية جديدة، حيث تجاوز سعرها 5540 جنيها بعد إضافة المصنعية والضريبة والدمغة، وذلك خلال تعاملات اليوم الاثنين. ويعكس هذا الارتفاع تأثيرات مضاعفة للعوامل العالمية والمحلية على سوق الذهب في مصر.

ويأتي هذا الارتفاع في ظل صعود أسعار الذهب العالمية إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، حيث بلغت أونصة الذهب 3375 دولارًا، بزيادة قدرها 0.3% عن سعر الافتتاح البالغ 3362 دولارًا. ويعزى هذا الصعود إلى موجة من الطلب على الملاذات الآمنة، وسط مخاوف المستثمرين من تداعيات التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من مطلع أغسطس المقبل. وقد تجاوز سعر الأونصة مستوى المقاومة الفني عند 3375 دولارًا، والذي يمثل نسبة التصحيح 23.6% على منحنى الاتجاه الصاعد.

وامتد تأثير الصعود العالمي إلى السوق المصري، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – نحو 4680 جنيهًا. كما ارتفعت أسعار الأعيرة الأخرى، حيث بلغ سعر الجرام عيار 24 نحو 5348 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4011 جنيهًا. ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 37,440 جنيهًا. وتعكس هذه الأسعار الجديدة قلق المستثمرين والمستهلكين في السوق المحلي من التداعيات المحتملة للتوترات التجارية العالمية على الاقتصاد المصري.

تأثير التوترات التجارية العالمية على السوق المصري

يترقب السوق المحلي عن كثب تطورات التوترات التجارية الدولية، وسط ترجيحات بأن تؤدي أي خطوات فعلية من واشنطن لفرض رسوم جديدة إلى استمرار صعود أسعار الذهب عالميًا ومحليًا. ويرى محللون أن هذه التوترات قد تدفع المستثمرين إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، مما يزيد من الضغط على الأسعار. كما أن تذبذب سعر صرف الدولار في السوق المصري يزيد من حالة عدم اليقين، ويدفع البعض إلى الاحتفاظ بالذهب كأداة تحوط ضد تقلبات العملة.

ويتوقع خبراء السوق أن تشهد أسعار الذهب مزيدًا من التقلبات خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مسار التوترات التجارية العالمية. وينصحون المستثمرين والمستهلكين بتوخي الحذر ومتابعة التطورات عن كثب قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية أو شرائية. ويؤكدون على أهمية التنويع في المحافظ الاستثمارية وعدم الاعتماد بشكل كامل على الذهب، خاصة في ظل وجود بدائل استثمارية أخرى متاحة في السوق المصري.