تحل اليوم، الحادي عشر من يوليو 2025، ذكرى أحداث مفصلية في تاريخ العالم، تشمل أحداثًا سياسية وعسكرية وثقافية. ففي مثل هذا اليوم من عام 1882، تعرضت مدينة الإسكندرية لقصف مدمر من قبل الأسطول الإنجليزي، بينما شهد هذا اليوم رحيل شخصيات تركت بصمة واضحة في مجالات الفكر والأدب والسياسة، منهم الإمام محمد عبده والإمبراطورة أوجيني. هذا التقرير يستعرض أبرز الأحداث والشخصيات التي طبعت يوم الحادي عشر من يوليو على مر التاريخ.

 

قصف الإسكندرية: نقطة تحول في التاريخ المصري

 

في الحادي عشر من يوليو عام 1882، شهدت مدينة الإسكندرية فصلاً دامياً في تاريخها، حيث شن الأسطول الإنجليزي قصفًا عنيفًا على المدينة وقلاعها. جاء هذا القصف نتيجة لتصاعد التوتر بين الحكومة المصرية بقيادة أحمد عرابي والقوى الأوروبية، وعلى رأسها بريطانيا، التي كانت تسعى للحفاظ على مصالحها في مصر. أدى القصف إلى تدمير واسع النطاق في المدينة، واضطر أحمد عرابي للانسحاب بقواته إلى كفر الدوار، حيث أعاد تنظيم جيشه استعدادًا لمواجهة القوات الإنجليزية.

 

يُعد قصف الإسكندرية نقطة تحول حاسمة في التاريخ المصري، حيث مهد الطريق للاحتلال البريطاني لمصر، الذي استمر لعقود طويلة.  هذا الحدث يذكرنا بأهمية الحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الداخلية في مواجهة التحديات الخارجية. "القصف كان بمثابة صدمة للشعب المصري، وأظهر مدى قوة النفوذ الأجنبي في البلاد." الانسحاب إلى كفر الدوار لم يمنع الاحتلال لاحقاً، لكنه يظل رمزاً للمقاومة.

 

رحيل قامات الفكر والأدب: محمد عبده وأوجيني

 

شهد الحادي عشر من يوليو رحيل شخصيتين بارزتين تركتا إرثًا ثقافيًا وفكريًا غنيًا، وهما الإمام محمد عبده والإمبراطورة أوجيني. رحل الإمام محمد عبده في عام 1905، وهو أحد أبرز رواد النهضة الإسلامية الحديثة، ومجدد الفكر الديني. ساهم عبده في تطوير التعليم والإصلاح الاجتماعي، ودعا إلى التوفيق بين الدين والعقل. أما الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، فقد رحلت في عام 1920. كانت أوجيني شخصية مؤثرة في السياسة الفرنسية، وداعمة للفنون والثقافة. رحيل هاتين الشخصيتين يمثل خسارة كبيرة للعالمين العربي والأوروبي.

 

أحداث أخرى في ذاكرة اليوم

 

بالإضافة إلى قصف الإسكندرية ورحيل محمد عبده وأوجيني، شهد الحادي عشر من يوليو أحداثًا أخرى مهمة. ففي عام 2010، توج منتخب إسبانيا ببطولة كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على المنتخب الهولندي في المباراة النهائية بهدف مقابل لا شيء. كما شهد هذا اليوم ميلاد شخصيات بارزة في مختلف المجالات، مثل الرئيس الأمريكي جون كوينسي آدامز والممثل الأمريكي يول براينر والمغني الجزائري الشاب مامي. هذه الأحداث المتنوعة تعكس غنى التاريخ وتنوعه، وتذكرنا بأهمية استخلاص الدروس والعبر من الماضي.