تواصل دار الإفتاء المصرية حملتها التوعوية "اعرف الصح"، التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة المنتشرة في المجتمع، وتقديم الفتاوى الصحيحة المبنية على أسس شرعية وعلمية راسخة. تأتي هذه الحملة في إطار جهود الدار المستمرة لمواجهة التطرف الفكري والتصدي للشبهات التي تثار حول الدين الإسلامي، وذلك من خلال تبسيط المفاهيم الدينية وتقديمها للجمهور بلغة سهلة وواضحة.
حكم صلاة الجنازة والدفن في أوقات الكراهة
أوضحت دار الإفتاء، ضمن فعاليات الحملة، حكم صلاة الجنازة والدفن في أوقات الكراهة، مؤكدة أن الأصل جواز صلاة الجنازة والدفن في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات الكراهة، إذا لم يكن هناك تأخير يؤدي إلى فساد الجثة أو حدوث ضرر. واستندت الدار في فتواها إلى أقوال الفقهاء الذين يرون أن النهي عن الصلاة في أوقات الكراهة إنما هو خاص بالصلاة التي لها وقت مخصوص، أما صلاة الجنازة فهي صلاة ضرورية تتعلق بحقوق الميت، ولا يجوز تأخيرها إلا لضرورة.
وأضافت الدار أن الضرورة تقدر بقدرها، فإذا كان التأخير سيؤدي إلى فساد الجثة أو حدوث ضرر، فلا يجوز التأخير. وأكدت أن هذا هو رأي جمهور الفقهاء، وهو الراجح في المذهب المالكي والشافعي والحنبلي. وشددت الدار على أهمية التيسير على الناس وعدم التشديد عليهم في هذه الأمور، خاصة وأن الموت مصيبة تتطلب التخفيف عن أهل الميت.
مسؤولية الوالدين تجاه أولادهم في العبادات
كما تناولت حملة "اعرف الصح" مسؤولية الوالدين الشرعية تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات، مؤكدة أن الوالدين مسؤولان عن تربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة، وتعليمهم أصول الدين وأحكامه، وحثهم على أداء العبادات. وأشارت الدار إلى أن هذه المسؤولية تبدأ منذ الصغر، حيث يجب على الوالدين أن يعودوا أولادهم على الصلاة والصيام والأخلاق الحميدة، وأن يكونوا قدوة حسنة لهم في ذلك.
وأوضحت الدار أن الوالدين يتحملان وزر تقصيرهما في تربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة، وأن الله سيسألهما عن ذلك يوم القيامة. وأكدت أن التربية الإسلامية الصحيحة هي أفضل استثمار يمكن أن يقوم به الوالدان لأولادهما، وأنها ستعود عليهما بالنفع في الدنيا والآخرة. وشددت الدار على أهمية التعاون بين الوالدين والمدرسة والمجتمع في تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة.
حكم وضع سترة أمام المصلي منفردا
وفي سياق متصل، تطرقت الحملة إلى حكم وضع سترة أمام المصلي منفردا، مبينة أن وضع السترة أمام المصلي منفردا سنة مؤكدة، وذلك لمنع مرور أحد بينه وبين القبلة، ولحماية صلاته من التشويش. وأوضحت الدار أن السترة يمكن أن تكون أي شيء مرتفع عن الأرض، مثل جدار أو عمود أو عصا أو حجر، وأن المهم هو أن تكون السترة قريبة من المصلي بحيث لا يترك بينه وبينها مسافة كبيرة.
وأشارت الدار إلى أن السترة ليست واجبة، ولكنها سنة مؤكدة، وتركها لا يبطل الصلاة، ولكن يكره تركها. وأكدت أن السترة لها فوائد عظيمة، فهي تحمي المصلي من التشويش وتساعده على التركيز في صلاته، كما أنها تمنع مرور أحد بينه وبين القبلة، وهو أمر مكروه شرعا. وشددت الدار على أهمية الحرص على وضع السترة عند الصلاة منفردا، خاصة في الأماكن العامة التي يكثر فيها مرور الناس.