تترقب الأوساط القضائية والشعبية في مصر، جلسة النطق بالحكم في قضية "سفاح المعمورة"، المتهم بقتل عدد من النساء في محافظة الإسكندرية، وذلك بعد قرار المحكمة بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه. وتمثل هذه الجلسة نقطة تحول حاسمة في مسار القضية التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة، وأثارت جدلاً واسعاً حول دوافع الجريمة وملابساتها. ينتظر الجميع بفارغ الصبر القرار النهائي الذي سيصدر بحق المتهم، وسط توقعات متباينة حول مصيره.

الإحالة إلى المفتي: خطوة نحو الحكم النهائي

تعتبر إحالة أوراق المتهم إلى المفتي خطوة إجرائية أساسية في القضايا التي تتضمن عقوبة الإعدام في النظام القضائي المصري. وتهدف هذه الخطوة إلى التأكد من أن الحكم بالإعدام لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. ورغم أن رأي المفتي استشاري وغير ملزم للمحكمة، إلا أنه يحظى بتقدير كبير ويؤخذ في الاعتبار عند إصدار الحكم النهائي. وخلال الفترة التي تسبق جلسة النطق بالحكم، تدرس المحكمة رأي المفتي بعناية وتستمع إلى مرافعة الدفاع، قبل أن تصدر قرارها النهائي.

مرافعة الدفاع: محاولات لتخفيف العقوبة

من المتوقع أن يقدم فريق الدفاع عن المتهم مرافعة قوية خلال جلسة النطق بالحكم، في محاولة لتخفيف العقوبة أو تغييرها. وقد يعتمد الدفاع على عدة نقاط، مثل الدفع بوجود ظروف مخففة للعقوبة، أو التشكيك في الأدلة المقدمة ضده، أو الطعن في سلامة الإجراءات القانونية التي اتخذت أثناء التحقيق والمحاكمة. **كما يمكن للدفاع أن يطلب إعادة التحقيق في القضية أو استدعاء شهود جدد، إذا كان لديه ما يبرر ذلك.** ويبقى الفيصل في النهاية هو تقدير المحكمة للأدلة والمستندات المقدمة أمامها.

سيناريوهات محتملة: الإعدام أو السجن المؤبد

تتعدد السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تسفر عنها جلسة النطق بالحكم. **السيناريو الأول والأكثر ترجيحاً، هو تأييد المحكمة للحكم بالإعدام، خاصة في ظل وجود أدلة قوية تدين المتهم، ورأي المفتي الذي قد يوافق على إعدامه.** أما السيناريو الثاني، فهو تخفيف العقوبة إلى السجن المؤبد، إذا رأت المحكمة وجود ظروف مخففة للعقوبة، أو إذا كان هناك شك في بعض الأدلة المقدمة ضد المتهم. **أما السيناريو الثالث، فهو إعادة المحاكمة، إذا تبين للمحكمة وجود خلل في الإجراءات القانونية، أو إذا ظهرت أدلة جديدة تستدعي إعادة النظر في القضية.**

تأثير القضية على الرأي العام

تركت قضية "سفاح المعمورة" أثراً كبيراً على الرأي العام في مصر، وأثارت مخاوف واسعة بشأن الأمن والسلامة. وقد سلطت القضية الضوء على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية، وتكثيف جهود مكافحة الجريمة، وتوعية المواطنين بأهمية الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه. كما أثارت القضية جدلاً حول دور وسائل الإعلام في تغطية الجرائم، وأهمية احترام خصوصية الضحايا وعائلاتهم. ينتظر الجميع بفارغ الصبر القرار النهائي في القضية، أملاً في تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا.