شن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، هجوماً لاذعاً على المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في سلسلة منشورات على حسابه في إحدى منصات التواصل الاجتماعي، اليوم، مما أثار شكوكاً جدية حول إمكانية تحقيق أي تقدم دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران. يأتي هذا التصعيد اللفظي بعد أن صرح ترامب بأنه كان يفكر في رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران، لكنه تراجع عن هذه الخطوة بعد تصريحات خامنئي الأخيرة التي وصفها ترامب بأنها "مليئة بالغضب والكراهية".

 

ترامب، المعروف بأسلوبه المباشر والمثير للجدل، لم يتردد في استخدام لغة قوية في وصفه لخامنئي وتصريحاته. فقد اتهم الزعيم الإيراني بالكذب والغطرسة، وادعى أنه أنقذه شخصياً من الموت. وأثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض محاولة لتقويض أي جهود دبلوماسية مستقبلية، بينما رأى فيها آخرون تعبيراً عن استياء ترامب من مواقف إيران المتشددة.

 

وفي تفاصيل ما كتبه ترامب، أوضح أنه كان يعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى، كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل، مشيراً إلى أن "العقوبات مؤلمة!". وتابع قائلاً: "لكن لا، بدلاً من ذلك، تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتوقفت فوراً عن العمل على تخفيف العقوبات، وأكثر من ذلك". هذا التصريح يوضح بشكل قاطع أن تصريحات خامنئي كانت العامل الحاسم في قرار ترامب بالتراجع عن فكرة تخفيف العقوبات.

 

إضافة إلى ذلك، ادعى ترامب أنه منع إسرائيل والقوات الأمريكية من اغتيال خامنئي، قائلاً: "كنت أعرف تماماً مكان تواجده، ولن أسمح لإسرائيل، أو للقوات المسلحة الأمريكية، الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته. لقد أنقذته من موتٍ شنيعٍ ومشينٍ للغاية". هذا الادعاء، الذي لم يتم التحقق منه بشكل مستقل، أثار دهشة واستغراب الكثيرين، وأضاف بعداً جديداً للعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران.

 

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تسعى الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه ترامب في عام 2018. ومن المؤكد أن تصريحات ترامب الأخيرة ستزيد من تعقيد هذه الجهود، وتثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية في ظل هذه الأجواء المتوترة. يبقى أن نرى كيف سترد إيران على هذه التصريحات، وما إذا كانت ستؤثر على مسار المفاوضات المستقبلية.