شهدت قرية كفر يعقوب التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية واقعة مأساوية، حيث لقي شاب أبكم مصرعه إثر تعرضه للتنمر من قبل شقيقين. تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية إخطاراً بوصول شاب إلى مستشفى كفر الزيات العام مصاباً بهبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية، وما لبث أن فارق الحياة. وقد أثارت الواقعة غضباً واسعاً في أوساط الأهالي، مطالبين بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمين.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المتوفى، وهو شاب يعاني من الصمم والبكم، تعرض لأزمة نفسية حادة بعد قيام شقيقين بالتنمر عليه والسخرية منه بسبب إعاقته. وأوضحت التحقيقات أن المتهمين اعتادا مضايقة الشاب والتنمر عليه بشكل مستمر، مما أدى إلى تدهور حالته النفسية والصحية. وقد أدى ذلك إلى إصابته بأزمة قلبية مفاجئة تسببت في وفاته. وأكد شهود عيان من أهالي القرية أن الشاب كان يتمتع بسمعة طيبة وأخلاق حميدة، وأن المتهمين كانا يتعمدان إيذائه والتنمر عليه.
وبناءً على البلاغ الوارد، انتقلت قوة من الشرطة إلى المستشفى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. تم تحرير محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتهمين وضبطهما في وقت قياسي. وباشرت النيابة العامة التحقيق معهما، ووجهت لهما تهمة التنمر والاعتداء اللفظي الذي أفضى إلى الموت. ومن المتوقع أن يتم حبسهما احتياطياً على ذمة التحقيقات.
صرح مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن الغربية بأن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي شخص تسول له نفسه التعدي على الآخرين، وأن القانون سيطبق بحزم على جميع المخالفين. وأضاف المصدر أن المديرية تولي اهتماماً كبيراً بمكافحة جميع أشكال الجريمة، وخاصة الجرائم التي تستهدف الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. وناشد المصدر المواطنين بالإبلاغ عن أي حوادث تنمر أو اعتداء يتعرضون لها أو يشهدونها، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الضحايا ومحاسبة الجناة.
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء على خطورة ظاهرة التنمر، وأهمية مكافحتها بشتى الوسائل. وتدعو منظمات المجتمع المدني إلى تفعيل القوانين التي تجرم التنمر، وتوعية الشباب بمخاطره وآثاره السلبية على الضحايا. كما تدعو إلى تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل في المجتمع، ونبذ جميع أشكال العنف والتمييز.
"إن التنمر جريمة بشعة، ولن نسمح بانتشارها في مجتمعنا. يجب علينا جميعاً أن نتكاتف لمكافحة هذه الظاهرة، وحماية أبنائنا من آثارها المدمرة." - أحد النشطاء الحقوقيين.