أُسدل الستار على مشاركة الأندية الأفريقية في النسخة الأولى من مونديال الأندية الموسع 2025، والتي تقام منافساتها في الولايات المتحدة الأمريكية، بخيبة أمل كبيرة. فبعد أداء باهت ومخيب للتوقعات، ودعت جميع الفرق الأفريقية البطولة من دور المجموعات، تاركةً القارة السمراء في حالة من الصدمة والإحباط. هذه النتيجة تمثل انتكاسة كبيرة لكرة القدم الأفريقية، وتثير تساؤلات حول مستوى التنافسية والاستعداد للمحافل الدولية الكبرى.
شهدت البطولة مشاركة أربعة أندية أفريقية، هي: الأهلي المصري، حامل لقب دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين، الوداد البيضاوي المغربي، بطل دوري أبطال أفريقيا 2022، صن داونز الجنوب أفريقي، أحد أبرز الأندية في القارة، والترجي الرياضي التونسي، صاحب التاريخ العريق في المسابقات الأفريقية. ورغم الآمال المعلقة على هذه الفرق، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق أي فوز يذكر، وتلقت هزائم قاسية أمام فرق من قارات أخرى، مما أدى إلى خروجها المبكر من البطولة.
تفاوتت أسباب هذا الإخفاق بين الأندية الأفريقية، فمنها ما عانى من نقص الخبرة في التعامل مع الضغوطات النفسية للمباريات الكبيرة، ومنها ما واجه صعوبات في مجاراة الإيقاع السريع والأسلوب التكتيكي المتطور للفرق الأوروبية والأمريكية الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الإصابات والإرهاق دوراً في تراجع أداء بعض اللاعبين الأساسيين، مما أثر سلباً على مستوى الفرق بشكل عام. كما أن القرعة لم تكن رحيمة بالفرق الأفريقية، حيث وضعت بعضها في مجموعات صعبة للغاية.
وقد صرح السيد باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، عقب نهاية دور المجموعات قائلاً:
"نشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم تمكن أي من الأندية الأفريقية من التأهل إلى الأدوار الإقصائية في مونديال الأندية 2025. هذا الأمر يضعنا أمام تحدٍ كبير لمراجعة وتقييم استراتيجياتنا وبرامجنا لتطوير كرة القدم في القارة. يجب علينا العمل بجدية أكبر لرفع مستوى الأندية والمنتخبات الأفريقية، وتمكينها من المنافسة بقوة في المحافل الدولية."
وأضاف: "سنقوم بتحليل دقيق لأسباب هذا الإخفاق، وسنتخذ الإجراءات اللازمة لضمان تحقيق نتائج أفضل في المستقبل."
تبقى هذه النتيجة بمثابة جرس إنذار للكرة الأفريقية، وتدعو إلى ضرورة إجراء إصلاحات شاملة في مختلف الجوانب، بدءاً من تطوير البنية التحتية للأندية، مروراً بتأهيل المدربين واللاعبين، وصولاً إلى تعزيز الاستثمار في كرة القدم الأفريقية. فالمستقبل يتطلب عملاً دؤوباً وتخطيطاً استراتيجياً لضمان عودة قوية للأندية الأفريقية في البطولات القادمة، وتمثيل القارة السمراء بأفضل صورة ممكنة. يجب على الاتحادات المحلية والأندية واللاعبين أن يتحدوا ويتعاونوا لتحقيق هذا الهدف، وإثبات أن كرة القدم الأفريقية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات.