في نبأ محزن، توفي الفنان القدير عماد محرم في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء الموافق 25 يونيو، عن عمر ناهز 74 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. يعتبر محرم من أبرز وجوه الفن المصري، حيث قدم مسيرة فنية حافلة بالأعمال المميزة في السينما والتلفزيون، واشتهر بأدواره المتنوعة التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة المشاهدين. وقد خلف رحيله حزنًا عميقًا في الأوساط الفنية وبين محبيه، الذين فقدوا فنانًا موهوبًا وإنسانًا خلوقًا.

 

أعلن عن وفاة الفنان الراحل أحد أقاربه عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، حيث كتب: «إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى رجل من أطيب من عرفت بحياتي وحما نجلي المنتج الكبير الاستاذ عماد محر، جزاه الله الخير واصطفاه من أهل الجنة وألهم عائلته وألهمنا الصبر والسلوان». وأضاف في منشوره تفاصيل الجنازة والعزاء، موضحًا أن «العزاء والصلاة في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد والعزاء على المقابر». وتلقى المنشور تفاعلًا واسعًا من قبل محبي الفنان وأصدقائه وزملائه في الوسط الفني، الذين عبروا عن حزنهم العميق لفقدانه.

 

ولد الفنان عماد محرم في 8 يونيو 1951 بالقاهرة، وبدأ مشواره الفني في أواخر الستينيات. اشتهر بأداء أدوار الشر، لكنه قدم أيضًا شخصيات متنوعة في السينما والتلفزيون. كان أول ظهور له في مسلسل «بيار الملح» عام 1967، ثم دخل عالم الأفلام سنة 1982 بأدوار في أفلام مثل «الثأر» و«رحلة الشقاء والحب» و«على باب الوزير» و«مين فينا الحرامي» مع الفنان عادل إمام. ولعله من أبرز الأدوار التي ترسخت في أذهان الجمهور هو دوره في فيلم «العفاريت» (1990)، حيث جسد شخصية «شمندي» الشرير، وترك انطباعًا قويًا، خصوصًا في مشهد اختطاف الأطفال.

 

لم يقتصر إبداع الفنان الراحل على السينما، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، حيث شارك في العديد من المسلسلات الناجحة، من بينها «رأس الغول» (2016) و«عوالم خفية» (2018) مع عادل إمام أيضًا. قدم محرم خلال مسيرته الفنية أدوارًا متنوعة ومختلفة، أظهرت قدراته التمثيلية المتميزة وإمكانياته الكبيرة في تجسيد مختلف الشخصيات. وقد ساهمت هذه الأدوار في تكوين قاعدة جماهيرية واسعة له، تقدر مسيرته الفنية وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الفن المصري.

شهدت السنوات الأخيرة من حياة الفنان عماد محرم معاناة مع المرض. ففي مايو 2021، نُقل إلى العناية المركزة بعد آلام في عضلة القلب ونقص الأكسجين إثر ضعف عضلة القلب، وأُجري له مسحتي كورونا كانت نتيجتهما سلبية. وفي يناير 2024، أصيب بجلطة دماغية أثرت على نطقه، لكنه أكد في تصريحات صحفية أنه سيعود لممارسة الفن وأنه لن يعتزل. وفي مايو 2025، تعرض لجلطة ثانية، وخضع للعلاج حتى وافته المنية اليوم. يذكر أن الفنان الراحل كان يتمتع بحب وتقدير كبيرين من قبل زملائه في الوسط الفني وجمهوره العريض، الذين سيفتقدون فنانًا قديرًا وإنسانًا نبيلًا.

 

متصفحك لا يدعم عرض الفيديو.