مع انقضاء شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ (2025 ميلادي)، يتطلع المسلمون في مصر والعالم الإسلامي لمعرفة موعد حلول شهر رمضان المعظم لعام 1447 هـ (2026 ميلادي). يأتي هذا الترقب في ظل الطبيعة المتغيرة للتقويم الهجري القمري، الذي يختلف عن التقويم الميلادي الشمسي، مما يجعل تحديد المواعيد الدينية يعتمد على الحسابات الفلكية ورؤية الهلال.
تشير الحسابات الفلكية المبدئية إلى أن شهر رمضان لعام 2026 قد يبدأ مساء يوم الثلاثاء الموافق 17 فبراير 2026 ميلادي. ومن المتوقع أن يكون آخر أيام الشهر الكريم مساء يوم السبت الموافق 21 مارس 2026 ميلادي. وبناءً على هذه التوقعات، يُرجح أن يكون عدد أيام شهر رمضان لعام 2026 ثلاثين يومًا، وذلك وفقًا للتقديرات الفلكية الأولية. يُذكر أن هذه التواريخ هي توقعات فلكية مبدئية، وأن التأكيد النهائي يعتمد على رؤية الهلال الشرعية.
يُعتبر تحديد بداية شهر رمضان المبارك من أهم الشعائر الدينية التي تعتمد على رؤية الهلال، وهي عملية دقيقة تتطلب تحريًا دقيقًا من قبل اللجان الشرعية والفلكية المختصة. يعتمد التقويم الهجري بشكل أساسي على الدورة الكاملة للقمر حول الأرض، حيث يبدأ الشهر القمري الجديد عند رؤية الهلال الجديد في السماء، ويستمر لمدة تتراوح ما بين 29 و30 يومًا. تختلف بداية شهر رمضان من بلد إلى آخر بناءً على اختلاف المطالع الجغرافية وإمكانية رؤية الهلال.
يتكون التقويم الهجري من اثني عشر شهرًا قمريًا، وهي بالترتيب: المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة. وقد اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا التقويم رسميًا في عهد الدولة الإسلامية، وجعل من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرجعًا لأول سنة هجرية. يُعتبر التقويم الهجري رمزًا للهوية الإسلامية وأداة أساسية لتحديد المناسبات الدينية.
على الرغم من أن التقويم الميلادي هو التقويم المعتمد رسميًا في معظم دول العالم، إلا أن بعض الدول العربية والإسلامية، مثل المملكة العربية السعودية، لا تزال تعتمد على التقويم الهجري في المعاملات الرسمية والدينية. كما يُستخدم التقويم الهجري على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم الإسلامي لتحديد مواعيد المناسبات الدينية الهامة كالأعياد والصوم والحج. يظل التقويم الهجري جزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي والثقافة الإسلامية.