في إنجاز طبي لافت، تمكن فريق من الأطباء في مستشفى ملوي التخصصي بمحافظة المنيا من إنقاذ حياة شاب في العقد الثالث من عمره، بعد تعرضه لحادث سير مروع أدى إلى إصابات بالغة كادت أن تودي بحياته.

 

وقد وصل الشاب إلى قسم الطوارئ بالمستشفى في حالة حرجة للغاية، يعاني من كسور متعددة في منطقة الحوض والأطراف السفلية، بالإضافة إلى نزيف داخلي حاد، مما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً وفورياً.

 

وقد أظهر الفريق الطبي استجابة سريعة ومنظمة، حيث تم تجهيز المريض ونقله إلى غرفة العمليات في وقت قياسي، وهو ما كان عاملاً حاسماً في استقرار حالته الأولية ومنع تدهورها، ليجسد هذا الموقف كفاءة المنظومة الصحية بالمستشفى وقدرتها على التعامل مع الحالات الطارئة والمعقدة.

 

تفاصيل الجراحة الدقيقة

استمرت العملية الجراحية المعقدة لأكثر من ست ساعات متواصلة، وشارك فيها فريق طبي متكامل من مختلف التخصصات، شمل أطباء جراحة العظام، والجراحة العامة، والتخدير، بالإضافة إلى فريق تمريض على درجة عالية من الكفاءة.

 

تركزت جهود الفريق الجراحي على عدة محاور في آن واحد؛ حيث عمل فريق جراحة العظام على تثبيت الكسور المتعددة باستخدام شرائح ومسامير طبية متطورة لضمان استعادة الوظيفة الحركية للساقين، بينما تولى فريق الجراحة العامة مهمة السيطرة على النزيف الداخلي وإصلاح الأنسجة المتضررة في منطقة البطن.

 

وقد تكللت جهود الفريق بالنجاح التام بفضل التنسيق الدقيق والمهارات الفائقة التي تمتع بها الكادر الطبي، مما يبرز المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الإمكانيات الجراحية في مستشفيات صعيد مصر.

 

إشادة رسمية بالكفاءات الطبية

من جانبه، أشاد الدكتور محمد عبد الحكيم، مدير عام مستشفى ملوي التخصصي، بالجهود الجبارة التي بذلها الفريق الطبي، مؤكداً أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله أولاً، ثم الكفاءة العالية والتفاني الذي يتمتع به أطباء وممرضو المستشفى. وأضاف في تصريح له:"إن هذا الإنجاز هو ثمرة الدعم المستمر الذي توليه وزارة الصحة والسكان لتطوير المنظومة الصحية في كافة محافظات الجمهورية، وتزويد المستشفيات بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية. نحن فخورون بكوادرنا الطبية التي تثبت يوماً بعد يوم قدرتها على إجراء أعقد العمليات الجراحية بنسب نجاح تضاهي كبرى المراكز الطبية. إن خدمة أهالينا في المنيا وتقديم رعاية صحية لائقة لهم هي أولويتنا القصوى، وهذا النجاح هو حافز لنا جميعاً لمواصلة العطاء والتطوير."

 

استقرار الحالة الصحية وامتنان الأهالي

يقبع الشاب حالياً تحت الملاحظة الدقيقة في قسم الرعاية المركزة بالمستشفى، حيث أفاد الأطباء بأن حالته الصحية مستقرة وتشهد تحسناً ملحوظاً، مع استجابته الإيجابية للعلاج بعد الجراحة.

 

وقد عبرت أسرة الشاب عن امتنانها العميق وشكرها الجزيل لإدارة المستشفى والفريق الطبي الذي أشرف على علاجه، مشيدين بالرعاية الفائقة والاهتمام الذي لمسوه منذ اللحظة الأولى لوصول ابنهم.

 

وقال والد الشاب بصوت يملؤه الأمل: "لم نكن نتوقع أن نجد هذا المستوى من الرعاية الطبية المتقدمة هنا في ملوي. لقد أنقذوا حياة ابني، ونحن مدينون لهم بالكثير، وهذا يبعث في نفوسنا الطمأنينة والثقة في مستشفياتنا الحكومية."

 

دلالات الإنجاز وأثره على المنظومة الصحية

يُعد هذا النجاح الطبي شهادة حية على التطور الملموس الذي يشهده القطاع الصحي في محافظات صعيد مصر، والذي كان يُنظر إليه في الماضي على أنه يفتقر إلى الإمكانيات اللازمة للتعامل مع الحالات المعقدة.

 

ويعكس هذا الإنجاز الأثر الإيجابي للمشروعات القومية الصحية، مثل منظومة التأمين الصحي الشامل والمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية الصحية وتوفير الكوادر المدربة.

 

إن إجراء مثل هذه الجراحات الدقيقة بنجاح في مستشفى إقليمي يقلل من حاجة المرضى للسفر إلى القاهرة أو المدن الكبرى بحثاً عن العلاج، مما يوفر عليهم الجهد والمشقة، ويؤكد على أن الرعاية الصحية عالية الجودة أصبحت متاحة وقريبة من جميع المواطنين.