تمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة الأقصر، في الساعات الأولى من صباح اليوم، من السيطرة الكاملة على حريق محدود شبّ في مخزن ملحق بإحدى الكنائس الواقعة بوسط المدينة، وذلك في استجابة سريعة وفعالة حالت دون امتداد النيران إلى باقي أجزاء الكنيسة أو المباني المجاورة.

 

وقد أكدت السلطات المعنية أن الحادث لم يسفر عن وقوع أي إصابات أو خسائر في الأرواح، حيث اقتصرت الأضرار على بعض المحتويات القديمة والمواد المخزنة في نطاق الحريق. وفور إخماد النيران، باشرت فرق الدفاع المدني عمليات التبريد لضمان عدم تجدد الاشتعال مرة أخرى، بينما فرضت الأجهزة الأمنية طوقاً حول الموقع لتسهيل عمل الجهات المختصة في التحقيق وتحديد ملابسات الحادث بشكل دقيق.

 

استجابة سريعة تحول دون تفاقم الحريق

بدأت تفاصيل الواقعة عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الأقصر بلاغاً يفيد بتصاعد أدخنة كثيفة من مبنى ملحق بكنيسة في أحد الشوارع الحيوية. وعلى الفور، تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء المجهزة وفريق من رجال الحماية المدنية الذين وصلوا إلى موقع الحادث في غضون دقائق قليلة.

 

وقد ساهمت سرعة الاستجابة بشكل حاسم في احتواء الموقف، حيث عملت الفرق على محاصرة النيران في نقطة بدايتها داخل المخزن، الذي يحتوي على بعض الأثاث الخشبي القديم ومواد ورقية وأقمشة، وهو ما يفسر كثافة الدخان المتصاعد.

 

وقد نجحت جهود الإطفاء في منع امتداد النيران إلى قاعة الصلاة الرئيسية والمبنى الخدمي للكنيسة، مما حافظ على سلامة الهيكل الأساسي للمبنى بشكل كامل.

 

تحقيقات أولية ترجح الماس الكهربائي

صرح مصدر أمني مسؤول بأن المعاينة المبدئية لموقع الحريق تشير إلى أن الحادث نجم على الأرجح عن ماس كهربائي في إحدى الوصلات الداخلية بالمخزن، مستبعداً وجود أي شبهة جنائية وراء الحادث. وأضاف المصدر في تصريح خاص:"التحقيقات الأولية التي أجراها فريق البحث الجنائي وفنيو الأدلة الجنائية ترجح أن يكون سبب الحريق حدوث خلل في الدائرة الكهربائية. تم إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق، وقد أمرت بانتداب لجنة فنية متخصصة من شركة الكهرباء والهيئة الهندسية لإجراء فحص شامل، وإعداد تقرير مفصل حول الأسباب الدقيقة للحادث وتقييم حجم الأضرار المادية النهائية."

 

وقد باشرت فرق الأدلة الجنائية رفع البصمات وجمع العينات من موقع الحريق لإجراء التحاليل اللازمة، كجزء من الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحوادث، بهدف الوصول إلى تقرير نهائي قاطع يوضح كافة الملابسات.

 

إشادة كنسية بجهود الحماية المدنية وتأكيد على سلامة المبنى

من جانبها، أصدرت الكنيسة بياناً أعربت فيه عن شكرها وتقديرها لرجال الحماية المدنية والأجهزة الأمنية بمحافظة الأقصر على استجابتهم الفورية وتعاملهم الاحترافي مع الموقف، مما كان له الفضل الأكبر في الحد من الخسائر.

 

وأكد مسؤول كنسي أن الأضرار كانت محدودة جداً وانحصرت في المخزن فقط، وأن جميع الأنشطة والصلوات والخدمات الروحية بالكنيسة ستستمر كالمعتاد دون أي تغيير. وأضاف المسؤول:"نشكر الله أولاً على سلامة الجميع، ثم نتوجه بخالص الامتنان والتقدير لأبطال الحماية المدنية الذين أظهروا شجاعة وكفاءة عالية.

 

كما نشكر جيراننا وأهالي المنطقة الذين سارعوا لتقديم المساعدة، مما يعكس روح المحبة والوحدة التي تجمعنا دائماً. الكنيسة بخير وجميع مبانيها سليمة تماماً، والحياة تسير بشكل طبيعي."

 

وقد لاقى الحادث اهتماماً من أهالي المنطقة الذين تجمعوا للاطمئنان، معربين عن تضامنهم الكامل مع الكنيسة، في مشهد يعكس عمق الروابط المجتمعية في المدينة السياحية الشهيرة.

 

 

في الختام، يمثل هذا الحادث تذكيراً بأهمية إجراءات السلامة والصيانة الدورية للوصلات الكهربائية في جميع المنشآت، خاصة أماكن التجمعات ودور العبادة. وقد أكدت مديرية الحماية المدنية على استمرار حملاتها التوعوية والفحص الدوري للمنشآت الحيوية لضمان تطبيق أعلى معايير الأمان والوقاية من الحرائق.

 

ومع السيطرة الكاملة على الموقف، عادت الأوضاع إلى طبيعتها بالكامل في محيط الكنيسة، مع استمرار الإجراءات القانونية والفنية لاستكمال التحقيقات وكتابة التقارير النهائية حول الحادث.