كشفت بيانات حديثة صادرة عن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع ملحوظ في طلب البنوك المركزية حول العالم على الذهب، مما يعكس تحولاً استراتيجياً في إدارة الاحتياطيات النقدية.
الدراسة الاستقصائية التي أجراها المجلس شملت 73 بنكًا مركزيًا عالميًا، وأظهرت نتائجها أن 76% منهم يتوقعون زيادة احتياطياتهم من الذهب خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بنسبة 69% في العام الماضي.
هذه الزيادة المطردة في الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية تشير إلى تزايد الثقة في المعدن النفيس كملاذ آمن وقيمة مستقرة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
أظهرت الدراسة أيضًا توقعات بانخفاض احتياطيات البنوك المركزية المقومة بالدولار خلال السنوات الخمس القادمة، حيث توقع ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين هذا الانخفاض، مقارنة بنسبة 62% في العام الماضي.
هذا التحول يشير إلى رغبة البنوك المركزية في تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، والبحث عن أصول بديلة تحافظ على قيمتها في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة.
ويعتبر الذهب خيارًا جذابًا للبنوك المركزية لأنه لا يرتبط بأي دولة أو عملة معينة، ويُنظر إليه على نطاق واسع كمخزن للقيمة في أوقات عدم اليقين.
تأتي هذه التطورات في ظل ترقب حذر من المستهلكين والمستثمرين لأسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية.
في السوق المصرية، سجلت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2025، المستويات التالية: عيار 24: 5509 جنيهات، عيار 21: 4820 جنيهًا، عيار 18: 4131 جنيهًا، الجنيه الذهب: 38,560 جنيهًا.
يتوقع المحللون تراجعًا محتملًا في أسعار الذهب في مصر استجابة للهبوط العالمي للأونصة الذي يدور حول 3360 دولارًا.
ومع ذلك، تبقى العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية مؤثرة بشكل كبير على حركة الأسعار.
تلعب أسعار النفط الخام دورًا مهمًا في تحديد مسار التضخم العالمي، وبالتالي تؤثر على أسعار الذهب.
المخاوف من الرد الإيراني دفعت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بشكل حاد، مما زاد من المخاوف من أن ارتفاع أسعار الطاقة قد يدعم التضخم العالمي، والذي بدوره قد يؤدي إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
هذا السيناريو أدى إلى ارتفاع الدولار بشكل عام، خاصة بعد الدعم الذي حصل عليه الأسبوع الماضي من اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي ثبت أسعار الفائدة وقلل من توقعات خفض أسعار الفائدة على المدى المتوسط إلى الطويل، مما أثر سلبًا على أسعار الذهب.
في الختام، يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين والبنوك المركزية على حد سواء في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.
وتؤكد بيانات مجلس الذهب العالمي على استمرار هذا الاتجاه، حيث تتجه البنوك المركزية نحو زيادة حصصها من الذهب في احتياطياتها النقدية.
ومع ذلك، يجب على المستثمرين والمستهلكين متابعة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية الكبرى، لفهم حركة أسعار الذهب بشكل أفضل واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.