أنقرة، تركيا - نفت وزارة الدفاع التركية بشكل قاطع اليوم الأنباء المتداولة حول استخدام المجال الجوي التركي في أي هجوم أمريكي مزعوم على أهداف داخل الأراضي الإيرانية. وجاء هذا النفي الرسمي بعد تزايد التكهنات والتقارير غير المؤكدة التي انتشرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية. وأكدت الوزارة في بيان رسمي التزامها بسياسة الحياد الإيجابي في المنطقة وسعيها الدائم لخفض التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي. وأضاف البيان أن تركيا تراقب عن كثب التطورات الإقليمية وتسعى للحفاظ على أمنها القومي واستقرارها.
وشددت الوزارة على أن المجال الجوي التركي يخضع لمراقبة دقيقة ومستمرة من قبل القوات الجوية التركية، وأن أي تحليق لطائرات أجنبية يتم وفقًا للقواعد والبروتوكولات الدولية المعمول بها. وأكدت أنه لم يتم رصد أي نشاط غير عادي أو غير مصرح به في المجال الجوي التركي خلال الفترة الزمنية التي أشارت إليها التقارير الإعلامية. وأوضحت مصادر مطلعة داخل الوزارة أن هذه التقارير تهدف إلى زعزعة الثقة بين دول المنطقة وإثارة الفتنة بينها، وهو ما ترفضه تركيا بشدة. وأكدت المصادر أن تركيا ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد الجهات التي تروج لهذه الشائعات المغرضة.
ويأتي هذا النفي التركي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقًا في منطقة الشرق الأوسط. وتلعب تركيا دورًا هامًا في المنطقة، وتسعى دائمًا إلى التوسط بين الأطراف المتنازعة والعمل على إيجاد حلول سلمية للأزمات. وتؤكد أنقرة على أهمية الحوار والتعاون بين دول المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار المشترك. وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي خطوات تصعيدية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل.
وقد أعرب عدد من المحللين السياسيين عن اعتقادهم بأن هذه الشائعات تهدف إلى الضغط على تركيا لتغيير موقفها المحايد من بعض القضايا الإقليمية. ويرى هؤلاء المحللون أن تركيا تتعرض لضغوط متزايدة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية لتأييد مواقفها في الصراعات الدائرة في المنطقة. إلا أن تركيا تؤكد على استقلال قرارها السياسي وتمسكها بمصالحها الوطنية العليا. وتشدد على أنها لن تنجر إلى أي صراعات إقليمية وأنها ستواصل العمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر دبلوماسية تركية أن أنقرة تواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية بهدف تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد. وأشارت المصادر إلى أن تركيا تعمل بالتنسيق مع حلفائها الإقليميين والدوليين من أجل إيجاد حلول دبلوماسية للأزمات القائمة. وتؤكد تركيا على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وتدعو إلى حل الخلافات بالطرق السلمية من خلال الحوار والتفاوض. وتبقى تركيا ملتزمة بدورها كفاعل إقليمي مسؤول يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.