شهدت البورصات الخليجية، اليوم الإثنين الموافق 23 يونيو 2025، ارتفاعاً ملحوظاً في مؤشراتها، مدفوعة بتفاؤل حذر حيال احتمالية تهدئة الصراع الدائر في المنطقة. يأتي هذا التحول الإيجابي بعد فترة من التذبذب والقلق التي خيمت على الأسواق المالية الخليجية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية. ويعكس أداء اليوم استشعار المستثمرين لإمكانية احتواء الأزمة وتجنب المزيد من التصعيد، مما أدى إلى عودة الثقة وتدفق الاستثمارات إلى الأسواق.
حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، رصدت أداء جلسة اليوم وأشارت إلى أن استكمال المؤشرات لتداولاتها في المنطقة الخضراء يعكس استشعار الأسواق لإمكانية حدوث تهدئة للصراع القائم بين تل أبيب وطهران. وأكدت رمسيس على أن هذا التفاؤل الحذر يعد عاملاً رئيسياً في تحريك الأسواق نحو الصعود، مع ضرورة مراقبة التطورات الجيوسياسية عن كثب لتقييم استدامة هذا الاتجاه.
أداء الأسواق الخليجية الرئيسية
في المملكة العربية السعودية، ارتفع المؤشر الرئيسي للسوق بنسبة 0.49%، أي ما يعادل 52 نقطة، ليصل إلى 10626 نقطة. وبلغت قيم التداول 6 مليارات ريال سعودي. يعكس هذا الارتفاع قوة الاقتصاد السعودي ومتانة الشركات المدرجة في السوق، بالإضافة إلى الثقة المستمرة من قبل المستثمرين المحليين والأجانب.
أما في الكويت، فقد سجل مؤشر الكويت 50 ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.41%، وهو ما يعادل 98 نقطة، ليصل إلى 6991 نقطة. وبلغت قيم التداول 50 مليون دينار كويتي. ويشير هذا الأداء القوي إلى جاذبية السوق الكويتي للمستثمرين، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها البلاد والجهود المبذولة لتنويع مصادر الدخل.
وفي الإمارات العربية المتحدة، ارتفع مؤشر سوق دبي بنسبة 0.96%، أي ما يعادل 52 نقطة، ليصل إلى 5403 نقطة. كما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 0.20%، أي ما يعادل 20 نقطة، ليصل إلى 9532 نقطة. وتجاوزت قيم التداول في السوقين 3 مليارات درهم إماراتي. يعكس هذا الأداء الإيجابي قوة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على استقطاب الاستثمارات، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتعزيز بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات.
على الرغم من هذا التحسن الملحوظ، يظل الحذر هو السمة السائدة في أوساط المستثمرين والمحللين. فالتطورات الجيوسياسية في المنطقة لا تزال غير مؤكدة، وقد تؤثر أي تطورات سلبية على أداء الأسواق. ومع ذلك، فإن عودة الهدوء التدريجي والثقة المتزايدة في قدرة المنطقة على تجاوز التحديات الحالية قد تساهم في استمرار هذا الاتجاه التصاعدي على المدى القصير والمتوسط.