أفادت وكالة مهر الإيرانية، فجر اليوم الاثنين، باستئناف الدفاعات الجوية الإيرانية نشاطها في شمال العاصمة طهران.
يأتي هذا التطور وسط تصاعد حدة التوتر في المنطقة، وتزامنًا مع تقارير عن غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية.
وقد أكدت مصادر إعلامية إيرانية و دولية هذا النبأ، مما يثير مخاوف من تصعيد عسكري أوسع.
وذكرت وكالة مهر أن استئناف نشاط الدفاعات الجوية جاء وفقًا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل.
لم تقدم الوكالة تفاصيل إضافية حول سبب هذا الاستئناف المفاجئ، أو طبيعة التهديدات التي تواجهها العاصمة الإيرانية.
ومع ذلك، فإن تزامن هذا الإعلان مع التقارير الأخرى يشير إلى وجود حالة تأهب قصوى.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أفادت في وقت سابق بوقوع غارات جوية إسرائيلية تستهدف موقع بارشين العسكري جنوب شرقي العاصمة طهران.
لم يصدر حتى الآن تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي حول هذه الغارات، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن تنفيذ ضربات على أهداف عسكرية داخل الأراضي الإيرانية.
هذه التطورات المتسارعة تزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الوضع الأمني في المنطقة.
وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب، عن تنفيذ ضربات "محددة" على أهداف عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، دون الخوض في تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الأهداف أو حجم الخسائر الناجمة عنها.
البيان الإسرائيلي جاء بعد ساعات من التقارير الإيرانية عن الغارات الجوية على موقع بارشين.
واكتفى البيان بالتأكيد على أن هذه الضربات تأتي في إطار "الدفاع عن أمن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية".
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة الخطاب بين إيران وإسرائيل، وتبادل الاتهامات بشأن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة.
وكانت إسرائيل قد اتهمت إيران مرارًا بمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال دعم حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وغيرهم من الجماعات.
من جانبها، تتهم إيران إسرائيل بتنفيذ عمليات تخريبية داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك الهجمات على المنشآت النووية.
"الوضع متوتر للغاية، ونحن ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة"، هكذا صرح مصدر دبلوماسي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته.
يراقب المجتمع الدولي عن كثب هذه التطورات، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى صراع إقليمي أوسع.
وتتوالى ردود الفعل الدولية على هذه التطورات المقلقة.
فقد دعت العديد من الدول إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن أي عمل عسكري إضافي قد يكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة الوضع في المنطقة، واتخاذ القرارات المناسبة.
تبقى الأنظار متجهة نحو طهران وتل أبيب، بانتظار الخطوات المقبلة التي قد تحدد مستقبل المنطقة بأكملها.
ومن المرجح أن تشهد الساعات القادمة تطورات حاسمة، وسط ترقب حذر وقلق متزايد.