في مشهد مأساوي هز أرجاء منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، لفظ الشاب "عبدالله" أنفاسه الأخيرة أمام باب منزله، ضحية لجريمة بشعة ارتكبها أشخاص تربصوا به طمعًا في استعادة هاتف محمول باعه قبل عام كامل. تفاصيل الجريمة، التي كشفت عنها والدة الضحية المكلومة، أثارت غضبًا واستنكارًا واسعين بين الأهالي، مطالبين بسرعة القبض على الجناة وإنزال أقصى العقوبة بهم.
تروي الأم "فاطمة"، والتي فضلت استخدام اسم مستعار حفاظًا على خصوصية العائلة، تفاصيل الحادث الأليم بصوت يملأه الحسرة والألم: "عبدالله كان شابًا مكافحًا، يعمل ليلاً ونهارًا لتوفير لقمة العيش لنا. قبل عام، اضطر لبيع هاتفه المحمول لضيق ذات اليد. لم نتوقع أبدًا أن يكون هذا الهاتف سببًا في إنهاء حياته بهذه الطريقة الوحشية." وتضيف الأم أن "عبدالله" تعرض لكمين من قبل مجموعة من الشباب، طالبوه بإعادة الهاتف الذي باعه، وعندما رفض، انهالوا عليه بالضرب المبرح، ثم طعنوه طعنات نافذة أودت بحياته على الفور.
وقد أفادت مصادر أمنية بأن قسم شرطة إمبابة تلقى بلاغًا بالواقعة، وعلى الفور انتقلت فرق البحث الجنائي إلى مكان الحادث، وبدأت في جمع الأدلة وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمنزل، سعيًا للوصول إلى هوية الجناة وضبطهم في أسرع وقت ممكن. وأكدت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجناة كانوا على علم بأن "عبدالله" هو من قام ببيع الهاتف، وأنهم كانوا يتربصون به منذ فترة لاستعادته.
وأثار الحادث حالة من الذعر والغضب بين سكان منطقة إمبابة، الذين طالبوا بتكثيف الدوريات الأمنية وتفعيل كاميرات المراقبة في الشوارع، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة. وأكد الأهالي أن منطقة إمبابة تعاني من انتشار البلطجة وتجارة المخدرات، وأن غياب الرقابة الأمنية ساهم في تفاقم هذه المشاكل. وقد نظم عدد من شباب المنطقة وقفات احتجاجية أمام قسم الشرطة، مطالبين بسرعة القبض على الجناة وتطبيق القانون بحزم.
وتعهدت الأجهزة الأمنية ببذل قصارى جهدها لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي شخص يخل بالأمن العام أو يعرض حياة المواطنين للخطر. وأكدت وزارة الداخلية أنها تولي اهتمامًا كبيرًا بحماية المواطنين وتوفير الأمن والأمان لهم في جميع أنحاء البلاد، وأنها لن تسمح لأي شخص أو جماعة بتعكير صفو الأمن والاستقرار.