أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قرارًا يقضي بإغلاق جميع المدارس وأماكن العمل في المناطق الخاضعة لسيطرته، باستثناء القطاعات الأساسية، وذلك اعتبارًا من صباح الغد. يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات الأمنية والمخاوف المتزايدة من وقوع هجمات محتملة، وفقًا لبيان صادر عن المتحدث باسم الجيش. يهدف هذا الإجراء الاحترازي إلى ضمان سلامة المدنيين وتقليل فرص وقوع أي إصابات أو خسائر في الأرواح، مع الحفاظ على استمرارية الخدمات الحيوية الضرورية لحياة السكان.

وأوضح البيان أن القطاعات الأساسية التي ستستمر في العمل تشمل المستشفيات والمراكز الطبية، ومحطات توليد الطاقة والمياه، ومؤسسات الأمن والدفاع المدني، وبعض المصانع الحيوية التي تساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن هذا القرار اتخذ بعد تقييم شامل للوضع الأمني من قبل كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، وأن الجيش على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تطورات طارئة قد تحدث. وأكد على أن الجيش سيعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لتوفير الدعم اللازم للمواطنين خلال فترة الإغلاق.

وقد أثار هذا القرار ردود فعل متباينة بين السكان، حيث أعرب البعض عن تفهمهم للإجراءات الاحترازية التي اتخذها الجيش، بينما انتقد آخرون القرار واعتبروه مبالغًا فيه ويؤثر سلبًا على الحياة اليومية والاقتصاد. وأكدت بعض المنظمات الحقوقية على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات المدنية، حتى في ظل الظروف الأمنية الصعبة، وطالبت الجيش بتقديم توضيحات كافية حول المدة الزمنية المتوقعة للإغلاق والمعايير التي سيتم الاعتماد عليها لرفعه. كما دعت المنظمات إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمواطنين المتضررين من الإغلاق.

من جهته، صرح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية:

"إن الحكومة تدعم بشكل كامل قرار الجيش بإغلاق المدارس وأماكن العمل، وتعتبره إجراءً ضروريًا لحماية أرواح المواطنين. إننا ندرك أن هذا القرار قد يسبب بعض الإزعاج والصعوبات، ولكن سلامة مواطنينا تأتي في المقام الأول. سنعمل بكل جهدنا لتوفير الدعم اللازم للمتضررين من الإغلاق، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية."

وأضاف أن الحكومة ستراقب الوضع الأمني عن كثب، وستتخذ القرارات المناسبة بناءً على التطورات المستجدة.

ويتوقع أن يستمر الإغلاق حتى إشعار آخر، وسيتم إعادة تقييم الوضع الأمني بشكل دوري لتحديد موعد استئناف العمل والدراسة بشكل طبيعي. ودعا الجيش الإسرائيلي جميع المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عنه، وتجنب التجمعات الكبيرة، والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة. كما حث وسائل الإعلام على التحلي بالمسؤولية في تغطية الأحداث، وتجنب نشر الشائعات أو المعلومات المضللة التي قد تثير الذعر بين السكان. وأكد الجيش على أنه سيبذل قصارى جهده لضمان سلامة المواطنين واستعادة الحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن.