ذكرت صحيفة نيويورك بوست في تقرير لها اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدي حذرًا ملحوظًا تجاه مسألة توجيه ضربات عسكرية محتملة ضد إيران. ويعزى هذا التردد، وفقًا لمصادر الصحيفة، إلى خشية الرئيس الأمريكي من أن تؤدي هذه الضربات إلى تكرار السيناريو الليبي داخل طهران، وما يترتب على ذلك من فوضى وعدم استقرار إقليمي.
وأكد مصدر مطلع للصحيفة الأمريكية أن "ترامب لا يريد أن تتحول الأمور في إيران إلى ما حدث في ليبيا". وأضاف المصدر أن الرئيس الأمريكي يكرر الحديث عن ليبيا لسببين رئيسيين: "أولاً، ما أعقب تدخلنا في ليبيا من فوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي، وثانيًا، أن ذلك التدخل صعّب من فرص التفاوض وإبرام الاتفاقات مع دول مثل كوريا الشمالية وإيران". ويشير هذا التصريح إلى أن ترامب يرى في التجربة الليبية مثالًا سلبيًا يجب تجنبه في التعامل مع إيران.
ويوضح المصدر أن ترامب يقوم بمقارنة مباشرة بين الحالتين الإيرانية والليبية، مع التركيز على العواقب الوخيمة التي ترتبت على التدخل العسكري في ليبيا. هذه المقارنة تعكس قلق الرئيس الأمريكي من أن أي عمل عسكري ضد إيران قد يؤدي إلى نتائج مماثلة، بما في ذلك انهيار الدولة وتصاعد العنف والفوضى، وهو ما يسعى لتجنبه بأي ثمن. كما يرى أن التدخل في ليبيا أضعف موقف الولايات المتحدة في المفاوضات مع دول أخرى تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر قوله إن "ليبيا تعرّضت لقصف جوي واسع النطاق أدى في نهاية المطاف إلى تغيير النظام، فيما يميل ترامب إلى توجيه ضربات محدودة النطاق تستهدف المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو". يشير هذا التصريح إلى أن ترامب قد يكون منفتحًا على خيار الضربات العسكرية المحدودة، لكنه يرفض سيناريو القصف الشامل الذي أدى إلى الإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا. ويبدو أن الهدف من هذه الضربات المحدودة سيكون تعطيل البرنامج النووي الإيراني دون إحداث انهيار كامل في الدولة.
وتأتي هذه التقارير في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. ويبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان ترامب سيتمكن من إيجاد طريقة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني دون اللجوء إلى عمل عسكري واسع النطاق، أو ما إذا كانت الضغوط الداخلية والخارجية ستدفعه في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري، رغم مخاوفه من تكرار السيناريو الليبي.