يُعد الفصام من أخطر الاضطرابات النفسية التي تؤثر بعمق على تفكير الإنسان وسلوكه ومشاعره، وهو لا يعني انقسام الشخصية كما يعتقد البعض، بل هو حالة من الانفصال الجزئي أو الكامل عن الواقع، يظهر في هيئة هلاوس، أو أوهام، أو اضطرابات في التفكير والكلام، ويؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمريض وقدرته على التواصل مع الآخرين، ويتطلب رعاية طبية ونفسية مستمرة لفهم الحالة واحتوائها وتحسين جودة الحياة

تعريف الفصام وأبرز خصائصه

الفصام هو اضطراب عقلي مزمن يُصيب الإنسان في مرحلة الشباب غالبًا، ويؤدي إلى:

  • صعوبة في التفرقة بين الحقيقة والخيال

  • اضطراب في العلاقات الاجتماعية

  • صعوبة في أداء المهام اليومية

  • تغيّرات حادة في المزاج والانفعالات

الأسباب المحتملة للفصام

لا يوجد سبب واحد للفصام، بل هو نتيجة تفاعل عدة عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية، منها:

  • العوامل الوراثية ووجود تاريخ عائلي للمرض

  • خلل في كيمياء الدماغ وخاصة مادة الدوبامين

  • التعرض لضغوط نفسية شديدة أو صدمات مبكرة

  • التعاطي المفرط للمواد المخدرة أو الكحول

  • مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة

أعراض الفصام النفسية والسلوكية

تختلف أعراض الفصام من شخص لآخر، وتنقسم إلى إيجابية وسلبية ومعرفية، وتشمل:

  • الهلاوس السمعية والبصرية

  • أوهام واضطرابات في التفكير

  • انعزال اجتماعي وانعدام المشاعر

  • تدهور القدرة على التركيز والذاكرة

  • ضعف المبادرة وفقدان الدافع

تشخيص مرض الفصام

يُشخص الفصام من خلال فحوصات شاملة تشمل الجانب النفسي والطبي، عبر:

  • مقابلات نفسية معمقة مع المريض والمحيطين به

  • متابعة ظهور الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر

  • إجراء تحاليل وفحوصات لاستبعاد أمراض عضوية

  • استخدام أدوات تقييم سريرية مثل مقياس PANSS

  • متابعة الاستجابة للعلاج خلال فترة المراقبة

أنواع الفصام المختلفة

ينقسم الفصام إلى عدة أنواع تختلف في الأعراض والسيطرة عليها، منها:

  • الفصام البارانويدي: يتميز بأوهام واضطراب في الثقة بالآخرين

  • الفصام غير المنظم: يظهر في الحديث المتقطع والسلوك غير المنتظم

  • الفصام الكتاتوني: يصاحبه حركات غير طبيعية أو ثبات تام في الحركة

  • الفصام غير المميز: يجمع بين أعراض مختلفة دون نمط واضح

  • الفصام المتبقي: تظهر فيه أعراض خفيفة بعد زوال المرحلة الحادة

استراتيجيات علاج الفصام

العلاج المبكر والدائم يُعد الأساس في تحسين حياة مريض الفصام، ويشمل:

  • الأدوية المضادة للذهان لتنظيم كيمياء الدماغ

  • العلاج السلوكي المعرفي لتحسين التفكير والسلوك

  • الدعم الأسري وإشراك الأسرة في خطة العلاج

  • العلاج التأهيلي وإعادة الدمج في المجتمع

  • تجنب المخدرات والمحفزات النفسية

دور العائلة والمجتمع في دعم مريض الفصام

يحتاج مريض الفصام إلى دعم دائم من العائلة والمجتمع، من خلال:

  • تقبّل الحالة دون وصم أو انتقاد

  • مساعدته في متابعة العلاج والالتزام بالأدوية

  • التواصل معه بشكل واضح ومطمئن

  • توفير بيئة هادئة ومستقرة بعيدًا عن الضغوط

  • تعزيز ثقته بنفسه ومنحه الشعور بالأمان

الفصام ليس نهاية الحياة، بل بداية رحلة من التحديات تتطلب الوعي والفهم والدعم المستمر، ومع العلاجات المتوفرة والدعم الأسري والبيئة المناسبة، يمكن للمريض أن يعيش حياة أكثر استقرارًا وتوازنًا، فالفهم الصحيح للمرض وتجاوز النظرة المجتمعية الخاطئة هما المفتاح الأساسي لتحسين حالة المصابين به