يُعد الصرع من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا حول العالم، ويؤثر على الأشخاص بمختلف أعمارهم، ويحدث نتيجة اضطرابات كهربائية مفاجئة في الدماغ تؤدي إلى نوبات متفاوتة في الشدة، وقد تكون هذه النوبات قصيرة وغير ملحوظة أو شديدة ومصحوبة بفقدان الوعي وتشنجات عضلية، ويواجه المصابون بالصرع تحديات عديدة، ليس فقط صحية، بل نفسية ومجتمعية، مما يستدعي ضرورة التوعية بطبيعة المرض وطرق التعامل السليم معه لضمان حياة كريمة للمريض ومحيطه
أسباب الإصابة بالصرع
تتعدد أسباب الصرع باختلاف الأعمار والحالات الطبية، ومنها:
-
إصابات الرأس الناتجة عن الحوادث أو السقوط
-
التهابات الدماغ مثل التهاب السحايا
-
السكتات الدماغية المؤثرة على خلايا المخ
-
العوامل الوراثية والتاريخ العائلي
-
الأورام الدماغية أو التشوهات الخلقية في الدماغ
أعراض الصرع التي يجب الانتباه لها
تختلف الأعراض حسب نوع النوبة والمنطقة المصابة في الدماغ، وقد تشمل:
-
فقدان مؤقت للوعي أو التحديق دون استجابة
-
تشنجات عضلية مفاجئة وغير إرادية
-
نوبات ارتعاش في الأطراف أو الجسم كاملًا
-
فقدان التحكم في التبول أثناء النوبة
-
اضطرابات نفسية مثل القلق أو الارتباك بعد النوبة
أنواع نوبات الصرع
يوجد أكثر من نوع لنوبات الصرع، ويتم تصنيفها حسب بداية النشاط الكهربائي في الدماغ:
-
نوبات جزئية تصيب جزءًا معينًا من الدماغ
-
نوبات عامة تشمل الدماغ كله وتؤثر على كامل الجسم
-
نوبات غياب تظهر عند الأطفال على شكل شرود مفاجئ
-
نوبات توترية رمعية تؤدي إلى فقدان الوعي وتشنج عضلي
-
نوبات غير نمطية يصعب تشخيصها وتحتاج لفحوص متخصصة
طرق تشخيص الصرع بدقة
يعتمد التشخيص على متابعة الأعراض والفحوص الدقيقة التي تُظهر النشاط الدماغي غير الطبيعي، وتشمل:
-
تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لرصد النشاط الكهربائي
-
التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن أي ضرر أو تشوه
-
التحاليل المخبرية لاستبعاد الأسباب الثانوية
-
تصوير مقطعي للدماغ لتحديد مصدر النوبة
-
تسجيل النوبات بالفيديو خلال التنويم لتحليلها بدقة
العلاج الدوائي والسيطرة على النوبات
أغلب حالات الصرع يمكن السيطرة عليها بالأدوية، ومن أبرز العلاجات:
-
مضادات التشنجات بجرعات يحددها الطبيب
-
التزام المريض بالجرعات في مواعيدها بدقة
-
إجراء فحوص دورية لمتابعة تأثير الدواء
-
تقليل الجرعة أو تغيير الدواء إذا ظهرت آثار جانبية
-
بعض الحالات تتطلب جراحة عند فشل العلاج الدوائي
نمط الحياة المناسب لمريض الصرع
يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية إذا التزم بنمط حياة صحي يساعد في تقليل النوبات:
-
النوم المنتظم لساعات كافية يوميًا
-
تجنب التوتر والضغوط النفسية
-
الامتناع عن تناول الكحول أو المخدرات
-
ممارسة الرياضة الخفيفة تحت إشراف الطبيب
-
تجنب الإضاءة الساطعة أو المحفزات الضوئية
الدعم المجتمعي والنفسي لمرضى الصرع
الوعي المجتمعي يلعب دورًا كبيرًا في تحسين حياة المريض، ويتطلب:
-
تقديم الدعم الأسري وعدم التمييز
-
توعية المدارس وأماكن العمل بطبيعة الصرع
-
تدريب الأفراد على كيفية التصرف أثناء النوبة
-
تقبل المجتمع للمريض كمشارك فاعل
-
دعم نفسي متواصل للمساعدة في التكيف مع المرض
الصرع ليس عائقًا أمام النجاح أو الحياة الطبيعية إذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة، فبفضل التقدم في الطب وتطور الوعي المجتمعي، أصبح من الممكن السيطرة على المرض والعيش باستقرار، ويبقى الدعم النفسي والتفاهم من الأسرة والمجتمع من أهم مفاتيح التعايش السليم مع الصرع وتحقيق التوازن في حياة المريض