في لحظات السكون التي تسبق شروق الشمس، ومع أول خيوط الفجر التي تنير الأرجاء، اجتمع المؤمنون في صلاة الفجر يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، رافعين أكف الضراعة إلى السماء، متضرعين إلى الله عز وجل بتيسير الأمور وشرح الصدور.
دعاء الفجر، هذا الركن الروحاني الهام في حياة المسلم، يحمل في طياته معاني التوكل على الله، والاعتراف بقدرته المطلقة، والتضرع إليه بالخير والبركة.
وقد شهدت المساجد في مختلف أنحاء العالم إقبالاً واسعاً من المصلين الذين حرصوا على أداء صلاة الفجر في جماعة، والاستماع إلى الدروس الدينية التي تذكر بفضل هذا الوقت المبارك.
صلاة الفجر تعتبر من أهم الصلوات المفروضة على المسلم، وقد وردت في فضلها أحاديث نبوية شريفة تبين عظيم أجرها وثوابها.
ففي هذا الوقت، تتنزل الرحمات، وتستجاب الدعوات، وتغفر الذنوب، وتنفرج الكروب.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي دعاء الفجر بصورة واسعة، حيث شارك الكثيرون الأدعية والتضرعات التي تعبر عن حاجاتهم وآمالهم.
"اللهم إنا نسألك في فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا وترزقنا فيه القبول والرضا والتوفيق والسداد، اللهم أنت أعلم بنا منا فوفقنا لما تحبه لنا."
هذا الدعاء وغيره من الأدعية الصباحية انتشر كالنور، معبراً عن وحدة المسلمين وتضرعهم المشترك إلى الله.
ويؤكد العلماء على أهمية الذكر والدعاء بعد صلاة الفجر، مستندين إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على ذلك.
روي في كتاب الترمذي، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الدعاء أسمع؟
قال: " جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِر، وَدُبُرُ الصَّلَوَاتِ المَكْتوبات ".
الدعاء في هذا الوقت له فضل عظيم، وهو من أسباب استجابة الدعاء وتحقيق الأمنيات.
فالمسلم يتقرب إلى ربه بالدعاء، طالباً منه الصحة والرزق والخير في الدنيا والآخرة.
إن دعاء الفجر ليس مجرد كلمات ترددها الألسن، بل هو تعبير عن الإيمان العميق بالله، والتوكل عليه في كل الأمور.
إنه لحظة اتصال روحي بين العبد وربه، يجد فيها المسلم السكينة والطمأنينة، ويستمد منها القوة والعزيمة لمواجهة تحديات الحياة.
فليحرص كل مسلم على اغتنام هذا الوقت المبارك، بالدعاء والتضرع إلى الله، راجياً منه أن ييسر له أموره، ويشرح صدره، ويرزقه من فضله وكرمه.