مع إشراقة فجر يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، يحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على إحياء سنن هذا اليوم الفضيل، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فصلاة الجمعة، التي شرعت في أول الهجرة النبوية، تعتبر من أهم شعائر الإسلام، وقد ثبتت فرضيتها بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].
ومن أبرز السنن المستحبة في يوم الجمعة الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب.
فالاغتسال يطهر الجسد ويعده لاستقبال النفحات الإيمانية، والتطيب يعطر الأجواء ويضفي على المسلم هالة من الوقار، ولبس أحسن الثياب يعكس اهتمام المسلم بهذا اليوم المبارك.
بالإضافة إلى ذلك، يُستحب قراءة سورة الكهف لما فيها من نور وهداية، والتبكير إلى المسجد لنيل فضل الصف الأول، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتحري ساعة الإجابة التي لا يرد فيها الدعاء، والتسوك لتطهير الفم.
وقد أجمع علماء الأمة سلفًا وخلفًا على مشروعية سنة الجمعة القبلية، مؤكدين على استحبابها.
فقد ورد فعلها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجماعة من الصحابة الكرام والسلف الصالح رضى الله عنهم.
ويرى العلماء أن القول بكراهة هذه السنة أو بدعيتها هو في حد ذاته بدعة منكرة.
كما اتفق العلماء على مشروعية التنفل بعد صلاة الجمعة، مع اختلاف بينهم في الأفضل، هل هو ركعتان أو أربع.
أما بالنسبة للنفل قبل الجمعة، فيرى الفقهاء جواز النفل المطلق بل استحبابه.
ويستدلون على ذلك بحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»
رواه البخاري. وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» رواه مسلم.
وفي الختام، فإن إحياء سنن يوم الجمعة يعد فرصة عظيمة للمسلم لزيادة قربه من الله تعالى، والفوز بفضائل هذا اليوم المبارك.
فلنحرص جميعًا على اغتنام هذه الفرصة، والاجتهاد في فعل الخيرات، والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، لعلنا نكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
فالجمعة يوم عيد للمسلمين، ويوم استجابة للدعاء، ويوم تكفير للذنوب، ويوم عتق من النار.