مع حلول مساء يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، توافد المسلمون في مختلف أنحاء العالم لإحياء سنة نبوية جليلة، ألا وهي أذكار المساء.
هذه الأذكار، التي حث عليها الشرع الشريف، تمثل فرصة عظيمة للمؤمن للتقرب إلى الله تعالى، وتحصين نفسه من شرور الدنيا والآخرة.
ففي خضم مشاغل الحياة اليومية، تأتي هذه اللحظات الروحانية لتذكر الإنسان بخالقه، وتجدد فيه الإيمان والأمل.
تضمنت أذكار المساء مجموعة متنوعة من الأدعية والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تغطي جوانب مختلفة من حياة المسلم.
فمنها ما يتعلق بالتوحيد والإقرار بربوبية الله تعالى، ومنها ما يتعلق بالاستعاذة من شرور النفس والشيطان، ومنها ما يتعلق بسؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
ومن أبرز هذه الأذكار: آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص والمعوذتين، والدعاء المشهور: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك".
وقد ركزت الأذكار على أهمية التسليم لقضاء الله وقدره، والرضا به رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً.
"رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا"، هذا الدعاء يمثل جوهر الإيمان، ويعكس مدى تعلق المسلم بربه، وثقته به، واقتناعه بدينه.
كما تضمنت الأذكار الدعاء بالخير في الدنيا والآخرة، والاستعاذة من الشرور والفتن، والتضرع إلى الله تعالى بأن يصلح للمسلم شأنه كله، ولا يكله إلى نفسه طرفة عين.
ولم تقتصر أهمية أذكار المساء على الجانب الروحي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والاجتماعي أيضاً.
فالإكثار من ذكر الله تعالى يطرد الهم والغم، ويجلب السعادة والراحة النفسية، ويعزز الشعور بالأمن والطمأنينة.
كما أن الاجتماع على ذكر الله تعالى يقوي الروابط الاجتماعية، ويزيد من المحبة والألفة بين المسلمين.
وقد حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر في كل الأوقات والأحوال، لما له من فوائد عظيمة وآثار حميدة.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن أذكار المساء تمثل فرصة ذهبية للمسلم لتجديد العهد مع الله تعالى، وتطهير قلبه من أدران الدنيا، والتقرب إليه بأنواع الطاعات والقربات.
فلنحرص على اغتنام هذه الفرصة، ولنجعل أذكار المساء جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لننعم بالسعادة والراحة في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة.
ففي ذكر الله حياة القلوب ونور الدروب.