مع إشراقة شمس الجمعة، 20 من يونيو لعام 2025، يتوجه المسلمون في أنحاء العالم إلى الله بالدعاء والذكر، مستهلين يومهم بأذكار الصباح، تلك الكلمات النورانية التي تضيء القلوب وتطرد الهموم.

 

ففي هذه الأوقات المباركة، يتجدد العهد مع الخالق، وتتعزز الصلة به، وتستمد الروح القوة والعون لمواجهة تحديات اليوم. إنها سنة نبوية مؤكدة، حث عليها الشرع الشريف، لما لها من فضل عظيم وأثر بالغ في حياة المسلم.

 

حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر في كل الأوقات، وخاصة أذكار طرفي النهار، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وقوله: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42].

 

فالأذكار ليست مجرد كلمات تردد، بل هي عبادة قلبية، وتوجه روحي، واستشعار لعظمة الله وقدرته.

 

إنها فرصة للتأمل في نعم الله التي لا تحصى، والتضرع إليه بالدعاء والرجاء، والاستعانة به على قضاء الحوائج وتيسير الأمور.

 

ومن أشهر أذكار الصباح التي يحرص المسلمون على ترديدها: آية الكرسي، وسور الإخلاص والفلق والناس، والدعاء المأثور: "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما فى هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما فى هذا اليوم وشر ما بعده ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ فى النار وعذاب فى القبر".

 

هذه الكلمات المباركة تجسد معاني التوحيد والعبودية، وتعبر عن التوكل على الله والاستعانة به في كل الأمور.

 

تتضمن أذكار الصباح أيضًا الاعتراف بنعم الله وشكره عليها، والتضرع إليه بالعافية في البدن والسمع والبصر، والاستعاذة به من الكفر والفقر وعذاب القبر.

 

كما تشمل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة، والعفو والعافية في الدين والدنيا والأهل والمال، وسؤال الله أن يستر العورات ويؤمن الروعات، وأن يحفظ من بين اليدين ومن الخلف وعن اليمين وعن الشمال ومن فوق، والاستعاذة بعظمته أن يغتال من تحت.

 

هذه الأدعية تعكس حرص المسلم على سلامة دينه ودنياه، وسعيه لنيل رضا الله ورحمته.

 

إن أذكار الصباح هي بداية ليوم مليء بالخير والبركة، وهي حصن للمسلم من الشرور والآفات.

 

فمن حافظ عليها، فقد أحرز خيرًا كثيرًا، ونال فضلًا عظيمًا، وعاش يومًا سعيدًا هانئًا.

 

فلنحرص على ترديد هذه الأذكار بقلوب خاشعة، ونستشعر معانيها العظيمة، لعل الله أن يتقبل منا، ويوفقنا لما يحب ويرضى.

 

فلنجعل من أذكار الصباح عادة يومية، ورفيقًا دائمًا، لننعم بفضلها وبركتها في كل لحظة من حياتنا.