يُعد الدرن (السل) من أكثر الأمراض المعدية التي أثرت على صحة الملايين حول العالم عبر التاريخ، وعلى الرغم من التقدم الطبي الكبير في تشخيصه وعلاجه، لا يزال الدرن يُشكّل خطرًا صحيًا حقيقيًا خاصة في الدول النامية أو المناطق ذات الرعاية الصحية المحدودة، ويتسبب هذا المرض في تلف الرئتين وأحيانًا ينتشر إلى أعضاء أخرى، لذلك فإن الوعي بالأعراض وطرق الوقاية والعلاج يمثل ضرورة قصوى للحد من انتشاره

طرق انتقال عدوى الدرن (السل)

ينتقل مرض الدرن بشكل رئيسي عن طريق الجهاز التنفسي من شخص مصاب إلى آخر سليم، وذلك من خلال الهواء الملوث بالبكتيريا عند السعال أو العطس أو التحدث

  • ينتقل عبر استنشاق رذاذ صادر من شخص مصاب

  • يمكن أن ينتشر في الأماكن المغلقة وضعيفة التهوية

  • ينتقل عن طريق مخالطة المصابين لفترة طويلة

  • لا ينتقل من خلال الأكل أو الملامسة العادية

  • يزيد خطر الإصابة في التجمعات المكتظة بالسكان

أعراض الدرن (السل) الرئوي

تختلف أعراض الدرن باختلاف الجزء المصاب من الجسم، إلا أن الدرن الرئوي هو الأكثر شيوعًا، وتظهر أعراضه بشكل تدريجي وقد تستمر لأسابيع دون ملاحظة

  • سعال مستمر قد يصاحبه دم

  • فقدان الوزن بشكل غير مبرر

  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة خصوصًا ليلًا

  • تعرق ليلي شديد

  • شعور بالتعب والإرهاق الدائم

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالدرن

هناك فئات معينة تعتبر أكثر عرضة للإصابة بالدرن بسبب ضعف المناعة أو ظروفهم المعيشية أو الصحية، وتحتاج هذه الفئات إلى متابعة دورية وفحوصات منتظمة

  • مرضى ضعف المناعة مثل المصابين بالإيدز

  • الأشخاص الذين يعيشون في مساكن مكتظة وغير صحية

  • كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة

  • العاملون في المؤسسات الصحية دون وسائل حماية

  • الأطفال دون سن الخامسة في حال غياب اللقاح

طرق الوقاية من مرض الدرن (السل)

تتمثل الوقاية من الدرن في تقليل فرص العدوى من خلال الإجراءات الاحترازية والنظافة الشخصية والتطعيم المبكر للرضع بلقاح BCG، إضافة إلى الاكتشاف المبكر للحالات

  • تهوية الأماكن المغلقة بانتظام

  • ارتداء الكمامات في أماكن انتشار العدوى

  • تجنب مخالطة المصابين دون حماية

  • تلقي اللقاح في السنوات الأولى من العمر

  • الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار

أهمية التشخيص المبكر والعلاج

تشخيص الدرن في مراحله المبكرة يساعد على علاجه بفعالية ويمنع المضاعفات وانتشار العدوى بين الآخرين، ويُعتمد على الفحوصات المخبرية وصور الأشعة لتأكيد الإصابة

  • إجراء اختبار الجلد (مانتو) لفحص الحساسية ضد البكتيريا

  • فحص البلغم لتحديد وجود البكتيريا في الرئتين

  • التصوير بالأشعة السينية للرئتين

  • تناول العلاج الكامل دون انقطاع لمدة 6 أشهر أو أكثر

  • مراقبة تطور الحالة الصحية من قبل الطبيب المختص

خطورة ترك الدرن دون علاج

إهمال علاج الدرن قد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض وتلف الرئتين أو انتقال العدوى لأشخاص آخرين، كما يمكن أن يتحول إلى درن مقاوم للأدوية وهو أصعب علاجًا

  • انتشار البكتيريا في الجسم ووصولها إلى الكبد والعظام

  • فقدان القدرة على التنفس بشكل طبيعي

  • تراجع شديد في الوزن وضعف عام

  • احتمالية الوفاة في الحالات المتقدمة

  • نقل العدوى لعشرات الأشخاص دون علم المصاب

يبقى الدرن (السل) من الأمراض المعدية التي تستوجب الانتباه الكامل من الجميع، حيث أن الوقاية المبكرة والعلاج المنتظم كفيلان بالسيطرة عليه والحد من انتشاره، ويجب أن تتكاتف الجهود الصحية والمجتمعية لنشر الوعي، ودعم برامج الكشف المبكر والتطعيم لضمان حماية الأفراد والمجتمعات من هذا المرض الخطير