تحيي الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية وسائر الكنائس الشرقية اليوم ذكرى استشهاد القديس أقلاديوس، أمير أنطاكية، الذي بذل نفسه في سبيل الإيمان المسيحي وصعد إلى العلا بإكليل الشهادة. يُعد القديس أقلاديوس رمزًا للثبات على العقيدة والتمسك بالمبادئ المسيحية في وجه الاضطهاد والتعذيب. تشكل سيرته العطرة مصدر إلهام للمؤمنين على مر العصور، وتذكرهم بأهمية التضحية من أجل الحق.
نبذة عن حياة القديس أقلاديوس
ولد القديس أقلاديوس في أنطاكية في القرن الثالث الميلادي، ونشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ وسلطان. شغل منصبًا رفيعًا كأمير على أنطاكية، وكان يتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع. رغم موقعه الرفيع، لم يغفل عن الإيمان المسيحي الذي كان يعتنقه سرًا، إذ كانت المسيحية لا تزال دينًا مضطهدًا في تلك الحقبة. كان القديس أقلاديوس مثالًا للعدل والرحمة، يسعى دائمًا لمساعدة المحتاجين والوقوف إلى جانب المظلومين.
محنته واستشهاده
في عهد الإمبراطور دقلديانوس، اشتد الاضطهاد على المسيحيين، وبدأ الحكام الرومان في ملاحقتهم وتعذيبهم لإجبارهم على التخلي عن إيمانهم. عندما علم الإمبراطور بأن القديس أقلاديوس مسيحي، أمر بالقبض عليه وإحضاره أمامه. حاول الإمبراطور إغراء القديس أقلاديوس بالمال والسلطة، ووعده بمناصب أعلى إذا تبرأ من المسيح، لكن القديس رفض بشدة وثبات، معلنًا تمسكه بإيمانه المسيحي.
أمر الإمبراطور بتعذيب القديس أقلاديوس بوحشية، فجلدوه وعذبوه بشتى أنواع العذاب، لكن القديس ظل صامدًا، يردد الصلوات والتراتيل. لم تفلح محاولات الإمبراطور في ثني القديس عن إيمانه، فاستشاط غضبًا وأمر بقطع رأسه. استقبل القديس أقلاديوس الموت بفرح وسلام، مدركًا أنه سينال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. يعتبر يوم استشهاده عيدًا للقديس أقلاديوس، تحتفل به الكنيسة بتلاوة الصلوات والتراتيل وتذكر سيرته العطرة.
إرث القديس أقلاديوس وأهميته
ترك القديس أقلاديوس إرثًا عظيمًا من الثبات على الإيمان والتضحية من أجل الحق. تُعد سيرته مثالًا حيًا على قوة الإيمان المسيحي وقدرته على مواجهة التحديات والصعاب. يُذكر القديس أقلاديوس في صلوات الكنيسة وتراتيلها، ويُطلب شفاعته لنيل البركة والمعونة الإلهية. تبقى قصة القديس أقلاديوس تذكيرًا دائمًا بأهمية التمسك بالمبادئ والقيم المسيحية، والدفاع عن الحق والعدل في كل زمان ومكان.
أهم الحقائق عن القديس أقلاديوس:
- تاريخ الاستشهاد: في عهد الإمبراطور دقلديانوس.
- مكان الميلاد: أنطاكية.
- المنصب: أمير أنطاكية.
"لا تخف من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحرى من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم." - إنجيل متى 10: 28