كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير حصري أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وافق في فترة رئاسته على خطط عسكرية لضرب مواقع في إيران، وذلك ردًا على تصعيدات إيرانية محتملة. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين سابقين، أن ترامب استمع إلى العروض المقدمة من مستشاريه، ووافق على الخطط المقترحة، لكنه في نهاية المطاف لم يصدر الأمر بتنفيذها. يأتي هذا الكشف في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والمخاوف المتزايدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وفقًا للتقرير، فإن الخطط العسكرية التي تمت الموافقة عليها تضمنت خيارات متعددة، تراوحت بين ضربات محدودة على مواقع نووية إيرانية، وهجمات أوسع نطاقًا تستهدف البنية التحتية العسكرية. الهدف الأساسي من هذه الخطط كان ردع إيران عن أي خطوات تصعيدية، وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وأشار المسؤولون السابقون إلى أن ترامب كان قلقًا بشكل خاص بشأن ردود الفعل الإيرانية المحتملة، وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.

وأضاف التقرير أن المناقشات حول الخيارات العسكرية ضد إيران كانت تجري بشكل دوري في البيت الأبيض، خاصة بعد الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط في الخليج العربي، والتي اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراءها. كما أن إسقاط إيران لطائرة استطلاع أمريكية مسيرة في عام 2019 زاد من حدة التوتر، ودفع إدارة ترامب إلى التفكير بجدية في الرد العسكري. ومع ذلك، فقد تردد ترامب في إصدار الأمر النهائي بالهجوم، خوفًا من التداعيات الكارثية المحتملة.

"كان الرئيس قلقًا بشأن الانزلاق إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط،" قال أحد المسؤولين السابقين للصحيفة. "لقد كان يدرك المخاطر الكبيرة المترتبة على أي عمل عسكري ضد إيران، وكان حريصًا على تجنب أي تصعيد غير ضروري."

يذكر أن إدارة ترامب قد انسحبت في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران. وقد أدى هذا الانسحاب إلى تصاعد التوتر بين البلدين، وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة. ويسعى الرئيس الحالي جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي، لكن المفاوضات مع إيران تعثرت بسبب الخلافات حول نطاق العقوبات التي يجب رفعها.