يشهد الاتحاد التركي لكرة القدم أزمة داخلية حادة بعد مطالبته أعضاء لجنة الانضباط الاحترافية بتقديم استقالاتهم، وذلك على خلفية تسريبات لمراسلات مزعومة عبر تطبيق "واتساب".
هذه التسريبات كشفت عن سلوكيات يُزعم أنها متحيزة وغير لائقة من قبل أعضاء اللجنة، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الرياضية التركية.
وتأتي هذه التطورات في وقت حرج، حيث يسعى الاتحاد إلى الحفاظ على نزاهة المسابقات المحلية وتعزيز الثقة في إدارة كرة القدم.
التسريبات المزعومة، التي انتشرت على نطاق واسع، تتضمن محادثات يُزعم أنها تُظهر سلوكيات منحازة لصالح نادي جالاتا سراي، بالإضافة إلى رسائل ساخرة تستهدف نادي فناربخشة ومدربه جوزيه مورينيو.
وتشير التقارير إلى أن أعضاء اللجنة تبادلوا تعليقات غير لائقة، مما دفع نادي فناربخشة إلى تقديم طلب رسمي للاتحاد للتحقيق في الأمر.
ووفقًا للصحفي أوموت إيكين، طلبت إدارة الاتحاد من أعضاء اللجنة الاستقالة الفورية، ومنحتهم مهلة قصيرة لإعداد بيان مكتوب سيتم نشره لاحقًا على الموقع الرسمي للاتحاد.
الكاتب طاهر كوم، في عموده بصحيفة تركيا، كشف عن تفاصيل المراسلات المزعومة، والتي تضمنت دعمًا صريحًا لنادي جالاتا سراي.
وتضمنت المراسلات صورة لعداد سيارة عند 1905 كيلومترات، مع تعليقات مثل "عند رؤية 1905، يتحول الإنسان إلى 'بناء' بشكل لا إرادي"، في إشارة إلى عام تأسيس نادي جالاتا سراي.
بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الرسائل عبارات ساخرة مثل "لا تبكِ يا فنار" وفيديوهات محرجة تتعلق بنادي فناربخشة، مما زاد من حدة التوتر بين الناديين وجماهيرهما.
كما زُعم أن هناك تساهلاً مفرطًا مع مدرب فناربخشة جوزيه مورينيو، مع رسائل تنم عن نية "الانتقام" في الموسم القادم.
وأفادت مصادر بأن لقطات الشاشة لهذه المراسلات كانت بحوزة رئيس نادي فنربهشة، علي كوتش، وآخرين، مما يؤكد خطورة الوضع.
وفي رد فعل سريع، أصدر نادي فناربخشة بيانًا رسميًا عبر موقعه الإلكتروني، مؤكدًا تقديم طلب إلى الاتحاد التركي لمعالجة القضية بشكل عاجل وشفاف.
يثير هذا الحادث جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية التركية، وسط اتهامات بالتحيز وتساؤلات حول نزاهة لجنة الانضباط.
ويضع هذا الاتحاد التركي أمام اختبار حاسم لاستعادة الثقة في إدارة كرة القدم، وإظهار التزامه بالحيادية والشفافية في جميع قراراته.
ومن المتوقع أن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، وتعزيز الثقة في نزاهة المسابقات المحلية.