سجل المؤشر الشهري لسوق الإسكان الأمريكي الصادر عن «الرابطة الوطنية لبناة المساكن» (NAHB) تراجعًا حادًا في يونيو، حيث انخفض إلى 32 نقطة مقابل 34 نقطة في مايو. جاء هذا الانخفاض مخالفًا للتوقعات التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر إلى 36 نقطة، وفقًا لاستطلاع أجرته «بلومبرج». يمثل هذا التراجع مؤشرًا سلبيًا على صحة سوق الإسكان في الولايات المتحدة، ويثير مخاوف بشأن مستقبل القطاع في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
يمثل هذا التراجع الحاد أدنى مستوى للمؤشر منذ ديسمبر 2022، كما يُعد ثالث أضعف قراءة له منذ عام 2012، مقارنة بـ 43 نقطة تم تسجيلها قبل عام. يعكس هذا الانخفاض المتسارع تدهورًا ملحوظًا في ثقة البناة والمشترين على حد سواء، ويشير إلى ضغوط متزايدة على سوق الإسكان. سجلت جميع المكونات الفرعية للمؤشر، مثل مبيعات المنازل الفردية، والتوقعات لستة أشهر، وحركة المشترين المحتملين، انخفاضًا خلال الشهر، مما يؤكد شمولية التراجع.
وأشار رئيس الرابطة الوطنية لبناة المساكن في الولايات المتحدة، بادي هيوز، إلى أن ارتفاع معدلات الرهن العقاري والغموض السعري والاقتصادي هما السببان الرئيسيان وراء هذا التراجع.
"المشترون باتوا يحجمون عن الشراء بسبب ارتفاع معدلات الرهن العقاري، والغموض السعري والاقتصادي"
وأضاف هيوز أن عددًا متزايدًا من شركات التطوير العقاري باتت تلجأ إلى خفض الأسعار لتحفيز الطلب، مما يعكس الضغوط التنافسية المتزايدة في السوق.
من جانبه، أوضح كبير الاقتصاديين في الرابطة الوطنية لبناة المساكن، روبرت ديتز، أن ارتفاع المعروض من المساكن وترقب المشترين المحتملين لتحسن شروط الشراء، أدى إلى تباطؤ نمو الأسعار في معظم الأسواق، بل وحتى تسجيل تراجعات في أسعار إعادة البيع في عدد متزايد من المناطق. هذا التباطؤ في نمو الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الرهن العقاري، يجعل شراء المنازل أقل جاذبية للمشترين المحتملين، مما يؤثر سلبًا على الطلب.
في ضوء هذه الأوضاع، تتوقع الرابطة الوطنية لبناة المساكن تراجعًا في وتيرة بناء المنازل الفردية خلال عام 2025. هذا التوقع يعكس النظرة التشاؤمية للرابطة بشأن مستقبل سوق الإسكان في المدى القريب، ويشير إلى أن التحديات الحالية قد تستمر في التأثير على القطاع لبعض الوقت. من المقرر أن تُنشر بيانات بناء المساكن لشهر مايو عن وزارة التجارة الأمريكية صباح الأربعاء، والتي ستوفر مزيدًا من التفاصيل حول وضع السوق.