أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالًا هاتفيًا اليوم الاثنين مع نظيره الفلسطيني، الدكتور محمد مصطفى، تناول خلاله الجانبان تقييمًا شاملًا لتطورات الأوضاع الميدانية والإنسانية في قطاع غزة المحاصر، بالإضافة إلى استعراض تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في إيران على أمن واستقرار المنطقة ككل. يأتي هذا الاتصال في ظل تصاعد المخاوف الإقليمية والدولية بشأن استمرار الأزمة الإنسانية في غزة وتوسع دائرة الصراع في الشرق الأوسط.

 

جهود مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات

 

استعرض الوزير عبد العاطي خلال الاتصال مستجدات الجهود المصرية الحثيثة والجارية بهدف استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية. وأكد الوزير على أن هذه الجهود تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، خاصة في ظل النقص الحاد في المساعدات الإنسانية الضرورية. وشدد على أن مصر تبذل قصارى جهدها لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن.

 

كما أعرب الوزير عبد العاطي عن رفض مصر القاطع لسياسة التجويع والعقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنها تمثل <strong>انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف والمواثيق الدولية. وأكد على أن مصر ستواصل الضغط على جميع الأطراف المعنية لوقف هذه الممارسات غير الإنسانية وضمان احترام حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية.

 

التأكيد على الحقوق الفلسطينية وإيجاد أفق سياسي

 

أشار وزير الخارجية المصري إلى أهمية التمسك بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أدان العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة واستمرار انتهاكات واقتحامات المستوطنين الإسرائيليين داخل الضفة الغربية، معتبرًا أنها تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وجدد التأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية يسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتمتع الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير استنادًا لحل الدولتين.

تحذير من تداعيات التصعيد الإقليمي

أوضح وزير الخارجية المصري أن استمرار التصعيد المتسارع في منطقة الشرق الأوسط والمواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران يؤدي إلى تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار المنطقة، ويضع المنطقة على حافة الهاوية. وأشار إلى الاتصالات المكثفة التي تقوم بها مصر سعيًا للحد من التصعيد العسكري واحتواء الموقف واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية وأكد على ضرورة تغليب لغة الحوار والعقلانية وتجنب أي خطوات من شأنها تأجيج الصراع وزيادة التوتر في المنطقة.