شهد النصف الأول من الشهر الجاري نشاطًا مكثفًا للرئيس عبد الفتاح السيسي في متابعة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والتصعيد العسكري المتزايد في المنطقة، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية. وقد تضمن هذا النشاط سلسلة من الاتصالات الهاتفية الهامة مع قادة دول رئيسية، في مسعى مصري حثيث لتهدئة الأوضاع وحماية استقرار المنطقة. هذه الاتصالات تعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة، وسعيها الدائم لإيجاد حلول سلمية للأزمات المتفاقمة.
الرئيس السيسي يهنئ المستشار الألماني ويؤكد على أهمية احترام القانون الدولي
أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا بالمستشار الألماني فريدريش ميرتز، هنأه خلاله على الفوز في الانتخابات الألمانية، معربًا عن ثقته في قدرة الحكومة الجديدة على تعزيز الدور المحوري لألمانيا على الساحتين الأوروبية والدولية. وأكد الرئيس على أهمية احترام القواعد والمبادئ الدولية المستقرة والقانون الدولي، وهو ما يتماشى مع الجهود والخبرات الألمانية خلال العقود الأخيرة. الجانبان أكدا التزامهما بتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية في كافة المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب تعزيز التعاون التنموي.
السيسي وماكرون يبحثان القضية الفلسطينية والتصعيد العسكري
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والتصعيد العسكري في المنطقة. وتطرق الحديث إلى القضية الفلسطينية ومؤتمر حل الدولتين، والحاجة الماسة لاحترام القواعد والمبادئ الدولية المستقرة والقانون الدولي. شدد الرئيسان على أهمية استمرار التنسيق المشترك في مواجهة الأزمات الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل الحاجة الملحة لتجنب التصعيد وضبط الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وأكدا التزامهما بمواصلة الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
اتصال بين السيسي وأردوغان يركز على وقف التصعيد الإسرائيلي
تلقى الرئيس السيسي أيضًا اتصالًا هاتفيًا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تناولا الأوضاع الإقليمية والتصعيد الإسرائيلي الجاري في المنطقة. وشدد الرئيسان على أن هذا النهج التصعيدي يمكن أن تترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ. وأكدا على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العسكرية والعودة إلى المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة عمانية باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل سلمي للأزمة الجارية.
السيسي وخريستودوليدس يؤكدان على أهمية الحلول السلمية
اختتم الرئيس السيسي سلسلة اتصالاته بتلقي اتصال هاتفي من الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، حيث تناول الاتصال الأوضاع الإقليمية. وأكد الرئيس السيسي على رفض مصر التام توسيع دائرة الصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أهمية وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية. وحذر من أن استمرار النهج الحالي ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة دون استثناء. شدد الرئيس على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدور أكثر فاعلية في دفع الأطراف الإقليمية للتحلي بالمسئولية، مؤكدًا على أن الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان الأمن والاستقرار بالإقليم.
في جميع هذه الاتصالات، أكد الرئيس السيسي على ثوابت الموقف المصري تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار في غزة، والحفاظ على وحدة واستقرار دول المنطقة. كما شدد على أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من أجل تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط.