عبرت رباب أحمد، والدة الطالب علي عبد المنعم، عن سعادتها الغامرة بتفوق نجلها وحصوله على المركز الأول في الشهادة الإعدادية للمكفوفين بمحافظة الإسكندرية، محققًا مجموعًا قدره 275.5 درجة.

 

وأكدت الأم أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا مثابرة علي واجتهاده الدؤوب، بالإضافة إلى الدعم المتواصل الذي قدمته الأسرة، وخاصة والده ووالدته، اللذان حرصا على تهيئة المناخ المناسب له للمذاكرة والتحصيل العلمي.

 

"علي اجتهد طوال العام الدراسي، وكان يحرص على متابعة دروسه يوميًا، وينظم وقته بشكل دقيق، ويقسم المواد الدراسية حتى يتمكن من تحصيلها باستمرار، ما ساعده على الوصول لهذا الإنجاز عن جدارة."

 

هذا ما قالته والدة الطالب بفخر، مشيرة إلى أن علي كان مثالًا للطالب المجتهد والملتزم، الذي يدرك أهمية العلم في بناء مستقبله.

 

وأضافت أن الأسرة لم تدخر جهدًا في توفير كل ما يحتاجه علي من أدوات ومصادر تعليمية، بالإضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي الذي كان له بالغ الأثر في رفع معنوياته وتحفيزه على النجاح.

 

من جانبه، أكد الطالب علي محمد عبد المنعم، الذي يدرس بمدرسة نور زيزينيا للمكفوفين، أن تفوقه لم يأت من فراغ، بل كان نتاجًا لالتزامه الدراسي واجتهاده اليومي في مراجعة المواد بطريقة برايل.

 

وأوضح علي أن والدته كان لها دور محوري في تحويل الكتب الخارجية من الطبعة العادية إلى برايل، مما وفر له مصادر تعلم إضافية وساعده على الفهم والاستيعاب.

 

"أمي كانت الداعم الأكبر لي، فهي التي حولت لي الكتب إلى برايل، وهذا ساعدني كثيرًا."

 

وأضاف علي أن تنظيم الوقت، دون التقيد بعدد معين من ساعات المذاكرة، كان من أسرار نجاحه، بالإضافة إلى الدعم الكبير من أسرته، وخاصة والدته، التي تعمل مدرسة لغة إنجليزية، والتي وفرت له بيئة هادئة ومحفزة للمذاكرة والمراجعة.

 

وعن شعوره لحظة إعلان النتيجة، قال علي: "شعرت بسعادة غامرة فور إعلان اسمي في المركز الأول، وكنت أتوقع هذا التفوق بعد أن حصلت على الدرجات النهائية في الفصل الدراسي الأول، مما منحني دفعة قوية للاستمرار بنفس الوتيرة حتى نهاية العام."

 

وأشار إلى أن الدعم الذي تلقاه من معلميه في المدرسة كان له دور كبير في تفوقه، حيث حرصوا على توفير كل الدعم والمساعدة اللازمة له ولزملائه من الطلاب المكفوفين.

 

وفي ختام حديثه، أكد علي عبد المنعم أنه يطمح لمواصلة مسيرة التفوق خلال المرحلة الثانوية، ويضع نصب عينيه هدفًا واضحًا بدراسة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في المرحلة الجامعية، مؤكدًا أنها مجالات المستقبل التي يحلم بأن يحقق فيها إنجازات تليق بطموحه وجهده.

 

ويأمل علي أن يكون نموذجًا يحتذى به لجميع الطلاب المكفوفين، وأن يثبت أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق الأحلام والطموحات، وأن الإرادة والعزيمة هما السبيل الوحيد لتحقيق النجاح والتفوق.